قال بعض المفسرين : من المحتمل أنّ عدداً كبيراً من الأجرام السماوية والتي هي حالياً على هيئة غازات مضغوطة تتبدل صورها يوم القيامة وتتحول إلى أشكال ذائبة ، وهي الصورة الجديدة لتلك الغازات والتي تكون مقدمة لحدوث القيامة (١).
* * *
٣١ ـ يوم ترجف الأرضُ والجبال
لوحظ هذا الوصف في آيتين من القرآن المجيد على تفاوت ضئيل بينهما في وصف يوم القيامة ، وجاء هذا الوصف في الآية : (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ والْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً). (المزمل / ١٤)
وكذلك قوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ). (النازعات / ٦)
اليوم الذي تتعرض فيه كل الأرض للزلازل العنيفة وتَتحطّم الجبال بشدّة حتى تصبح أكواماً من الرّمل ، فما هو حال الإنسان الضعيف المنهك في ذلك اليوم؟!
جميع تلك الامور تتعلق بالوقائع التي تؤدّي إلى فناء هذا العالم ، ثم تبدأ مرحلة العالم الآخر ، فالقرآن جمع بين هاتين المرحلتين ووضعهما في وصفٍ واحد.
فتارةً يبين ضعف الإنسان واخرى يُخبر عن التطورات الرهيبة عند فناء العالم وثالثة يصور تغيّرات العالم الممهِّدة لقيام القيامة ، كل هذه التعبيرات جاءت من أجل تربية الإنسان وتشكّل انذاراً مؤكداً ومتواصلاً له.
إنّ «ترجف وراجفة» من مادة «رَجْف» بمعنى الاهتزاز الشديد ولذا اطلق على البحر المائج «بحرٌ رَجّاف» ، و «ارجاف» بمعنى بث الشائعات التي تهز المجتمع ، و «اراجيف» تطلق على جذور الفتن والوقائع.
وقد احتملوا لمعنى «الراجفة» في الآية السابقة معانٍ مختلفة منها الواقعة والصيحة
__________________
(١) تفسير في ظلال القرآن ، ج ٨ ، ص ٢٧٨ و ٢٧٩.