الكبرى و... ، ولكن الآية الآخرى تشكّل قرينة على أنّها الأرض التي تُزَلزَل بشدّة في ذلك اليوم.
و «الكثيب» : بمعنى «الرمل المتراكم» والبعض حملها على معنى «التل الكبير من الرمل».
و «المهيل» : بمعنى الرمل الناعم جدّاً الذي يتطاير عند وضع القدم عليه ، وإذا ما خُلّي جانبه انهال ما تبقّى منه ، ولذا فسّره البعض بالرمل السيّال (١).
* * *
٣٢ ـ يوم يَسْمَعُونَ الصيحةَ بالحقِ
٣٣ ـ يَومَهُمُ الذي فيه يُصْعقون
التعبيران أعلاه ، واللذان يتقاربان في الافق هما أيضاً وصفان آخران لذلك اليوم العظيم ، ففي الآية الاولى : (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الخُرُوجِ). (ق / ٤٢)
نحن نعلم بأنّه عند انتهاء الدنيا وابتداء القيامة تطلق هنالك صيحتان على حد تعبير القرآن المجيد واللتان عبّر عنهما أحياناً بـ «نفخ الصور» وهما : «الصيحة الاولى» وهي صيحة فناء العالم والموت الشامل ، و «الصيحة الثانية» صيحة الحياة الجديدة والقيامة ، والآية التي وردت أعلاه تدلّ على الصيحة الثانية وذلك بقرينة (ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) التي جاءت في آخر الآية.
أمّا ما هي كيفية هذه «الصيحة العظيمة»؟ وبأي الوسائل يحدث هذا الصوت؟ وما هو تأثيره في احياء الموتى؟ فإنّ هذه الامور لايعلم أحد تفاصيلها ، بَيد أنّ القرآن أشار إليها إشارةً اجمالية ، ولا عجب من جهلنا بها في هذا الزمان ؛ وذلك لأنّ كل ما يتعلق بالقيامة يختلف اختلافاً تاماً عمّا في الدنيا ، ومحفوف بهالة من الابهام ، كما هو الحال في الجنين فإنّه لا يمكن أن يُدرك حياة هذه الدنيا وإن كان بالفرض يمتلك قدرة فكرية عظيمة.
__________________
(١) مفردات الراغب ؛ وتفسير مجمع البيان ؛ وتفسير الكبير وتفاسير اخرى في التعليق على آيات البحث.