بمعنى الأصل والأساس لكل شيء (مثل ساق الشجرة) ، وبناءً على هذا تكون جملة «يُكشَفُ عن ساقٍ» دليل على ظهور وبروز حقائق الأشياء في ذلك اليوم (١).
وعلى أي حال فإنّ الجميع يُدعون في ذلك اليوم المرعب للسجود أمام عظمة خالق الكون فيسجد المؤمنون ، ومن المحتمل أن تكون هذه السجدة من بواعث اطمئنان القلب والروح ، أما من تلوث قلبه بالكفر والذنوب فلا يستطيع السجود.
جاء في الحديث عن الإمام الرضا عليهالسلام في قوله : «يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَونَ إِلَى السُّجُودِ) قال : (حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجداً وتدمج اصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود» (٢).
وقال البعض إنّ المراد من (يَوْمَ يُكشَفُ عَن سَاقٍ) هو ظهور النور الإلهي.
* * *
٥٩ ـ يومَ لا ينفعُ الظالمين معذرتهم
هذا التعبير أيضاً يوضّح واقعة اخرى مؤلمة من وقائع ذلك اليوم ، قال تعالى : (يَوْمَ لَايَنْفَعُ الظَّالِميِنَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ). (غافر / ٥٢)
من المتعارف في هذه الدنيا اللجوء إلى الاعتذار وطلب المغفرة من أهل النجاة من مخالب العقوبات ، لكنّ طبيعة يوم القيامة تكون على نحوٍ لا مجال فيه لعذر الظالمين ، لأنّ ذلك اليوم وُضِع أساساً لجني الأعمال لا لترميم الماضي الذي يعتبر نوعاًمن العمل.
في بعض الآيات السابقة اتضح لنا عدم الاذن لهم بالاعتذار في ذلك اليوم ، وفي البعض الآخر من الآيات اتضح أنّهم وإن اعتذروا بألسنتهم إلّاأنّ ذلك الاعتذار أيضاً لا ينفعهم ، فبناءً على هذا لا يبقى أمامهم إلّاطريق الاستسلام للغضب الإلهي وبئس المصير.
ويخاطب القرآن الكريم جميع الناس في هذا التعبير بأن يسارعوا لطلب العفو من الله
__________________
(١) تفسير روح المعاني ، ج ٢٩ ، ص ٣٥ ؛ تفسير القرطبي ، ج ١٠ ، ص ٦٧٢٨.
(٢) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٩٥ ، ح ٤٩.