النهائي! فقد جاء في القرآن الكريم عن كيفية انتقال أهل الجنّة إليها : (سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). (النحل / ٣٢)
وجاء في موضع آخر بأنّ الملائكة تقول لهم : (سَلَامٌ عَلَيكُمْ بِمَا صَبَرتُم فَنِعْمَ عُقبى الدَّارِ). (الرعد / ٢٤)
* * *
٦٤ ـ يومَ نَبْطِشُ البَطْشةَ الكبرى
٦٥ ـ يومٌ لا مَرَدَّ لهُ من الله
التعبير الأول تعبيرٌ مروّع عن ذلك اليوم العظيم ، وذلك لأنّ الله عزوجل بعظمته وقدرته الخالدة يهدد الكافرين والمجرمين بأشدّ اسلوب فيقول : (يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ). (الدخان / ١٦)
فكلما أمعَنَ الإنسان النظر في مفردات هذه الآية؟ كالتعبير ب «البطش» الذي يعني الأخذ بالقوة والمصحوب بالهجوم ، والتعبير ب «الكبرى» الذي هو دليل على قوة البطش أو عظمته ، والتعبير بـ «إنا منتقمون» الذي هو جملة اسمية وبنفس الوقت مؤكّد بـ «إنّ» فسوف يرتعد له بدنه ، لأنّ الله الرحيم الغفور والله القادر القاهر يهدد بمثل هذا التهديد.
قال جمع من المفسرين واحتمل آخرون أنَّ الآية تدلّ على العقاب الشديد الذي أصاب المشركين في غزوة بدر الكبرى ، لكنّ مفردات الآية تتناسب مع عذاب أكبر وأشدّ وأشمل ، وهذا ممّا لا يصدق إلّاعلى عذاب الآخرة ، بالإضافة إلى أنّ الآيات السابقة لها لا تناسب النزول في غزوة بدر الكبرى.
وفي التعبير الثاني أشير إلى بُعد آخر من أبعاد ذلك اليوم ، قال تعالى : (يَوْمٌ لّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللهِ). (الشورى / ٤٧)
فلا يوجد هناك سبيل لجبران الماضي ولا سبيل للعودة إلى هذه الدنيا لتدارك ما فات.
ويرى بعض المفسرين أنّ هذه الجملة تدل على حتمية وقوع ذلك اليوم لأنّه تعالى قال: