٦٧ ـ يوم يُسحبونَ في النّار على وجوههم
إنّ الانذار الشديد الذي يحتوي عليه هذا التعبير عن القيامة عجيبٌ حقاً ، قال تعالى : (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ). (القمر / ٤٨)
نحن نعلم بأنّ الوجه أشرف محل في الإنسان وفي نفس الوقت ألطف جزء من أعضاء البدن ، ونعلم بأنّ كثيراً من الأجزاء المهمّة مثل العين والفم والأنف توجد في الوجه ، ومن جانب آخر نعلم بأنّ نار جهنم أشد من نار الدنيا بكثير فإنّ نار الدنيا في مقابل تلك النار ضئيلة أو محدودة جدّاً.
تصوروا ماذا سيحدث إذا سُحبَ أحدٌ في النار على وجهه؟ بالإضافة إلى ذلك فإنّ هذا العمل دليل على شدّة التحقير لهؤلاء المستكبرين عُبّاد الذات ، فعلى هذا يجتمع هناك العذاب الجسمي والعذاب الروحي في آنٍ واحد.
ويوجد هناك احتمالان في معنى «سَقَر» التي هي على وزن (سَفَر) :
الاحتمال الأول : هو أنّها نفس جهنم
الاحتمال الثاني : أنّ المراد منها قسم معّين من جهنم الذي هو مقرّ المتكبرين وذو حرارة عالية واحراقٍ شديد ، والاحتمال الثاني تؤيده رواية الإمام الصادق عليهالسلام ، قال عليهالسلام : «إنّ في جهنم لوادٍ للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى الله شدّة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فأحرق جهنم» (١).
* * *
٦٨ ـ يوم نقول لجهنم هل امتلأتِ
هذا التعبير الذي ورد ذكره مرّة واحدة في القرآن المجيد يعتبر من جملة صفات يوم القيامة ومن التعبيرات التي تبعثُ على الرهبةِ والهلع أيضاً ، ويشير إلى حجم النار الكبير وكثرة أصحاب جهنم ، هذا المشهد يبعث الرعب والخوف في قلب كل إنسان لئلا يكون أحد
__________________
(١) تفسير الصافي ، ج ٥ ، ص ١٠٤ ـ ١٠٥ في تعليقه على الآية.