٦٩ ـ يومَ يقولُ المنافقون والمنافقات ...
هذا التعبير عن يوم القيامة ورد ذكره مرّة واحدة في القرآن المجيد في قال تعالى : (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ) ، (أي ألقوا علينا نظرة حتى نستلهم من نوركم ، أو أمهلونا حتى نستفيد من نوركم). (الحديد / ١٣)
هذا والحال أنّ المؤمنين والمؤمنات يمرّون على الصراط بسرعة خاطفة وأشعة أنوارهم تسطع أمامهم وعن أيمانهم : (يَوْمَ تَرَى المُؤمِنيِنَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ ...). (الحديد / ١٢)
اما المنافقون فإنهم ينظرون إلى المؤمنين بحسرة ولهفة يطلبون حزمة أو قبضة من نور المؤمنين ولكنهم يجابون حينها (قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالَتمِسُوا نُوراً). (الحديد / ١٣)
إنّ القيامة وساحة المحشر ليستا محلاً لكسب النور ، بل محل ذلك هو الدنيا فارجعوا إليها إن استطعتم واطلبوا النور والضياء لأنفسكم من مصباح الهداية المنير والعمل الصالح ، فما أسوا حال المنافقين أصحاب القلوب الغلف والأفكارِ المظلمة! وما أجمل نورَ الإيمان والعملِ الصالح وما اعظمَ فحوى هذا الخطاب الذي تحمله لنا الآية الكريمة في بيانها لحال الفريقين معاً!
* * *
٧٠ ـ يومٌ لا ريب فيهِ
التعبير السبعون وهو الأخير في وصف يوم القيامة هو التعبير المذكور أعلاه الذي ورد ذكره مرّتين في سورة آل عمران ، قال تعالى : (رَبّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَومٍ لَّارَيْبَ فِيهِ). (آل عمران / ٩)
وورد هذا التعبير في نفس هذه السورة أيضاً ، قال تعالى : (فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ). (آل عمران / ٢٥)
وبما أننا تحدثنا في بحث «حتمية يوم القيامة في نظر القرآن الكريم» ـ بالقدر الكافي ـ