ومنها : ما عن أحمد بن علي النّجاشي في كتاب الرّجال (١) قال : وقال له [أبان بن تغلب] أبو جعفر عليهالسلام : «اجلس في مسجد المدينة وأفت النّاس ، فإنّي احبّ أن يرى في شيعتي مثلك». (٢) إلى غير ذلك من الرّوايات.
(الثّالث : سير علم الاصول عند الشّيعة)
نقل المحقّقون في هذا الفن : أنّ أوّل من اعتمد على علم الاصول في مقام استنباط الأحكام الشّرعيّة ، هو الشّيخ الجليل حسن بن علي بن أبي عقيل قدسسره الّذي كان من مشايخ جعفر بن قولويه ، والشّيخ المفيد قدسسرهما وهو ، أيضا ، أوّل من هذّب الفقه واستعمل النّظر ونقّح البحث عن الاصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى ، وله كتاب «المتمسّك بحبل آل الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم» في الفقه.
ثمّ تبعه في ذلك ابن الجنيد الإسكافى قدسسره الّذي كان من مشايخ الشّيخ المفيد قدسسره وله كتاب «تهذيب الشّيعة لأحكام الشّريعة».
ثمّ تبعهما تلميذهما الأكبر الشّيخ المفيد قدسسره وله كتاب فى الأصول مشتمل مع اختصاره على امّهات المباحث والفصول. (٣)
__________________
(١) رجال النّجاشي : ص ٧.
(٢) مستدرك الوسائل : ج ١٧ ، كتاب القضاء ، الباب ١١ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ١٤ ، ص ٣١٥.
(٣) راجع ، فوائد الاصول : ج ١ ، ص ٨ و ٩. نعم ، نقل : إنّ المفيد قدسسره لم يتلقّ كلّ ما قاله ابن الجنيد قدسسره بالقبول ، بل وكتب على ردّه ونقضه.