في الكاتب من الإجمال والإبهام في المعنون.
وبعبارة اخرى : أنّ التّكرار إنّما يلزم ، بناء على تركيب المشتقّ تفصيلا وكون مثل قضيّة «زيد الكاتب» قضيّتين وإخبارين ، وقد عرفت : أنّ التّركيب هنا انحلاليّ ، فالقضيّة واحدة والإخبار واحد.
بقي هنا امور :
الأوّل : في الفرق بين المشتقّ والمبدا.
قد اشتهر بين أهل المعقول (١) : أنّ المشتقّ يمتاز عن المبدا باعتبار اللّابشرطيّة والبشرط اللّائيّة ، بمعنى : أنّ المشتقّ يقبل الحمل ، والمبدا لا يقبل.
ولكن هذا الفرق إنّما يصحّ ، بناء على القول بكون المبدا هو المصدر ، وأمّا بناء على ما هو التّحقيق من الفرق بين المبدا والمصدر ، فلا.
توضيح ذلك : أنّ المصدر ، كسائر المشتقّات له مادّة وصورة مخصوصة متحصّلة متعيّنة ، ومعنى متحصّل مستقل ، والمادّة في المشتقّات لا بدّ أن تتحقّق في جميعها وتتصوّر بأيّة صورة من الصّور الاشتقاقيّة ، فلا يمكن أن تكون ذات صورة متعيّنة ، وإلّا لزم اتّحاد المتحصّل واللّامتحصّل ، فمادّة المشتقّات ما لا تحصّل لها أصلا بنفسها ، بل تكون في غاية الإبهام واللّامتحصّليّة ، وإنّما تتحصّل بصورة من الصّور المشتقّة ، وكذلك لا تحصّل لمعنى المادّة ، وإنّما يتحصّل ويستقلّ ، بمعنى من معاني المشتقّات.
وعليه ، فليس المصدر هو المبدا ومادّة المشتقّات ، بل هو ـ أيضا ـ منها.
__________________
(١) راجع ، الشّواهد الرّبوبيّة : ص ٤٣.