المقدّمة :
هنا امور لا بدّ من ذكرها مقدّمة ، قبل الورود في البحث عن المسائل الاصوليّة :
(الأمر الأوّل : مسائل العلوم)
لا يخفى : أنّ العلوم ليست إلّا عدّة من قضايا متشكّلة من الموضوعات والمحمولات والنّسب ، وتسمّى تلك القضايا ب «المسائل» وهي إمّا حقيقيّة ، كما في العلوم العقليّة الفلسفيّة ، أو اعتباريّة ، كما في علمي الفقه والاصول ، أو قضايا جزئيّة ، كما في علمي التّاريخ والجغرافيا وكثير من مسائل الهيئة والعرفان.
(الأمر الثّاني : موضوع العلوم)
هنا بحثان :
الأوّل : بحث عن وجود الموضوع وهو المعبّر عنه ب «الهليّة البسيطة».
الثّاني : بحث عن ماهيته وهو المعبّر عنه ب «المائيّة الحقيقيّة».
أمّا الأوّل ، فقد التزم القوم بلزوم وجود الموضوع لكلّ علم ، واستدلّوا عليه بقاعدة «الواحد». بتقريب : أنّ كلّ علم يترتّب عليه غرض واحد ، وكلّ غرض واحد وأثر فارد ، لا بدّ أن يحصل من مؤثّر واحد ؛ إذ الواحد لا يصدر إلّا من الواحد ، وحيث إنّ العلم ليس إلّا قضايا ذوات موضوعات ومحمولات ونسب وهي امور