بل بمعنى : وجودها في الخارج بعين وجود الأفراد ، فهي نشأة الذّهن وعالم الباطن تكون واحدة ، وفي نشأة العين وعالم الظّاهر تكون كثيرة.
ولقد أجاد شيخنا الاستاذ الآملي قدسسره فيما أفاده في المقام ، حيث قال : «اسم الجنس موضوع للطّبيعة المعرّاة عن جميع الخصوصيّات حتّى عن هذه المعرّائيّة ، وهو الّذي نسمّيه مصداق المجرّد ، فالعلم ـ مثلا ـ موضوع على هذا المسلك للطّبيعة المعرّاة حتّى عن قيد التّعرية ، وهذا المعنى قابل للتّصوّر ؛ ولذا يفسّر العلم بأنّه انكشاف ، ويقسّم إلى الحصولى والحضوري». (١)
فتحصّل : أنّ الموضوع له في اسم الجنس ونحوه ، ممّا يعدّ من أفراد المطلق هو صرف الجنس ونفس الطّبيعة المهملة بلا اعتبار أمر آخر فيه ولو كان ذلك الأمر هو السّريان ، فالطّبيعة في موقف الوضع وصيرورتها موضوعا لها ، تكون مهملة فقط.
نعم ، هذه الطّبيعة في موقف الحكم قد تكون تمام الموضوع ، فجميع أفرادها مشمولة للحكم مترتّب عليها ، فتسمّى مطلقة ، وقد لا تكون تمام الموضوع ولا يكون الحكم ثابتا لجميع الأفراد ، بل لبعضها ، فتسمّى مقيّدة.
والدّليل على ما قلناه : هو التّبادر ، وعدم التّجوز في استعمالات المطلق حتّى في غير مورد السّريان والإطلاق. هذا كلّه في اسم الجنس.
(الماهيّة وأقسامها)
قد تعارف بين الاصوليين ، البحث عن أقسام الماهيّة وعن المقسم فيها ،
__________________
(١) تقريرات بحوثه قدسسره القيّمة بقلم الرّاقم.