الطّائفة الثّالثة : ما يدلّ على التّرجيح وهي الّتي وردت بألسنة مختلفة :
منها : ما دلّ على التّرجيح بمخالفة العامّة أو مخالفة ما يميل إليه حكّامهم ، كرواية الحسن بن الجهم ، قال : «قلت للعبد الصّالح عليهالسلام : هل يسعنا في ما ورد علينا منكم إلّا التّسليم لكم؟ فقال : لا والله ، لا يسعكم إلّا التّسليم لنا ، فقلت : فيروى عن أبي عبد الله عليهالسلام شيء ويروى عنه خلافه ، فبأيّهما نأخذ ، فقال : خذ بما خالف القوم وما وافق القوم فاجتنبه». (١)
وكرواية محمّد بن عبد الله ، قال : «قلت للرّضا عليهالسلام : كيف نصنع بالخبرين المختلفين؟ فقال : إذا ورد عليكم خبران مختلفان ، فانظروا إلى ما يخالف منهما العامّة فخذوه ، وانظروا إلى ما يوافق أخبارهم فدعوه». (٢)
ومنها : ما دلّ على التّرجيح بما وافق الكتاب ، كرواية عبد الرّحمن بن أبي عبد الله ، قال : «قال الصّادق عليهالسلام : إذا ورد عليكم حديثان مختلفان ، فأعرضوهما على كتاب الله ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردّوه ...». (٣)
وكرواية الميثمي عن الرّضا عليهالسلام : «فما ورد عليكم من خبرين مختلفين ، فأعرضوهما على كتاب الله ، فما كان في كتاب الله موجودا حلالا أو حراما ، فاتّبعوا
__________________
(١) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٣١ ، ص ٨٥.
(٢) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٣٤ ، ص ٨٥ و ٨٦.
(٣) وسائل الشّيعة : ج ١٨ ، كتاب القضاء والشّهادات ، الباب ٩ من أبواب صفات القاضي ، الحديث ٢٩ ، ص ٨٤.