البقرة : ١٧ ، فلم يقل : (بضوئهم) بعد قوله : (أضاءت) لأن النور أعم من الضوء ، إذ يقال على القليل والكثير ، وإنما يقال الضوء على النور الكثير. ففي الضوء دلالة على الزيادة ، فهو أخص من النور ، وعدمه لا يوجه عدم الضوء ، لاستلزام عدم العام عدم الخاص ، فهو أبلغ من الأول ، والغرض إزالة النور عنهم أصلا.
٨ ـ ثبوت الخاص يدل على ثبوت العام ، ولا يدل نفيه على نفيه ، كقوله تعالى :
(وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) آل عمران : ١٣٣ ، ولم يقل (طولها) لأن العرض أخص ، إذ كل ما له عرض فله طول ولا ينعكس.
٩ ـ نفى الاستطاعة قد يراد به نفى الامتناع ، أو عدم إمكان وقوع الفعل مع إمكانه ، كقوله تعالى : (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) المائدة : ١١٢ ، أى هل يجيبنا إليه؟ أو هل يفعل ربك؟ وقد علموا أن الله قادر على الإنزال ، وأن عيسى قادر على السؤال ، وإنما استفهموا : هل هنا صارف أو مانع؟
وقد يراد به الوقوع بمشقة وكلفة ، كقوله تعالى : (لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) الكهف : ٦٧.
* * *
(٩١) الهدم :
وهو أن يأتى الغير بكلام يتضمن معنى فتأتى بضده ، كقوله تعالى : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ) المائدة : ١٨ ، هدمه الله تعالى بقوله : (مَا اتَّخَذَ اللهُ مِنْ وَلَدٍ) المؤمنون : ٩١.
(٩٢) الوجوه :
وهو اللفظ المشترك الذى يستعمل فى عدة معان ، وفى حديث مرفوع : لا يكون الرجل فقيها كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة.