أن علمت أن ثمة مصاحف كانت موجودة قبل جمع عثمان ، هى مصحف على ، ومصحف أبى ، ومصحف ابن مسعود ، ومصحف ابن عباس.
والمصحف : هو الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين.
ويقال فيه : مصحف ، ومصحف ، بضم الميم وكسرها مع فتح الحاء ، والضمة هى الأصل ، والكسرة لاستثقال الضمة ، فمن ضم جاء به على أصله ، ومن كسر فلاستثقال الضمة.
* * *
(١١) الاشتغال :
وهو اشتغال الفعل عن المفعول بضميره ، والشيء إذا أضمر ثم فسر كان أفخم ، مما إذا لم يتقدم إضمار ، ومنه قوله تعالى : (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ) التوبة : ٦ ، فهذا لا تجد مثله إذا قلت : وإن استجارك أحد من المشركين فأجره ، إذ الفعل المفسر فى تقدير المذكور مرتين.
* * *
(١٢) الاعتراض :
وهو أن يؤتى فى أثناء كلام أو كلامين متصلين معنى بشيء يتم الغرض الأصلى بدونه ولا يفوت بفواته ، فيكون فاصلا بين الكلام والكلامين لنكتة. وله أسباب ، منها :
١ ـ تقرير الكلام ، كقوله تعالى : (تَاللهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ ما جِئْنا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ) يوسف : ٧٣ ، فجملة (لَقَدْ عَلِمْتُمْ) اعتراض ، والمراد تقرير إثبات البراءة من تهمة السرقة.
٢ ـ قصد التنزيه ، كقوله تعالى : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ ، سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) النحل : ٥٧.
٣ ـ قصد التبرك ، كقوله تعالى : (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) الفتح : ٢٧.