خفض بإضافة «أعلم» إليها ، كما يضاف اسم الفاعل. ويجوز تقدير التنوين فى اسم الفاعل ، لكنه لا ينصرف ، فيكون «ما» فى موضع نصب. والكلام فى «أعلم» الثانية كالكلام فى «أعلم» الأولى ، كما تقول فى «هؤلاء حواج بيت الله» فينصب «بيتا» يقدر التنوين فى «حواج».
٣٢ ـ (قالُوا سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
«سبحانك» منصوب على المصدر. والتسبيح : التنزيه لله من السوء. فهو يؤدى معنى : «نسبحك تسبيحا» ؛ أي : ننزهك ونبرئك.
«إنّك أنت العليم الحكيم» : إن شئت جعلت «أنت» فى موضع نصب تأكيدا للكاف ، وإن شئت جعلتها مرفوعة ، مبتدأة ، و «العليم» خبرها ، وهى وخبرها خبر «إن». وإن شئت جعلتها فاصلة لا موضع لها من الإعراب ، و «الحكيم» نعت ل «العليم». وإن شئت جعلته خبرا بعد خبر «إن».
٣٤ ـ (وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى)
«للملائكة» : هو جمع «ملك» ؛ وأصل «ملك» : مألك ، ثم قلبت الهمزة فردت فى موضع اللام فصارت : ملاك. فأصل وزنه «مفعل» ، مقلوب إلى «معفل». ثم ألقيت حركة الهمزة على اللام فصارت «ملك» ، فلما جمع رد إلى أصله بعد القلب. فلذلك وقعت الهمزة بعد اللام فى «ملائكة» ، ولو جمع على أصله قبل القلب لقيل : مآلك ، على مفاعل.
«إلّا إبليس» : إبليس ، نصب على الاستثناء المنقطع ، ولم ينصرف لأنه أعجمى معرفة.
وقال أبو عبيدة : هو عربى مشتق من «أبلس» ، إذا يئس من الخير ، لكنه لا نظير له فى الأسماء ، وهو معرفة فلم ينصرف لذلك.
٣٥ ـ (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْها رَغَداً حَيْثُ
شِئْتُما وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونا مِنَ الظَّالِمِينَ)
«آدم» : أفعل ، مشتق من الأدمة ، وهو اللون ، فلم ينصرف ؛ لأنه معرفة ، وأصله الصفة ، وهو على وزن الفعل.
وقيل : هو مشتق من أديم الأرض ، وهو وجهها ، وهذا بعيد ؛ لأنه يحتمل أن يكون وزنه فاعلا ، كطابق.
يجب صرفه ؛ إذ ليس فيه من معنى الصفة شىء ، و «أفعل» أصلها الصفة.
«رغدا» : نعت لمصدر محذوف ؛ تقديره : أكلا رغدا. وهو فى موضع الحال عند ابن كيسان. أعنى المصدر لمحذوف ، وحذفت النون من «فتكونا» لأنه منصوب ، جوابا للنهى.
ويجوز أن يكون حذف النون للجزم ، فهو عطف على : «ولا تقربا».