وفيه بعد ، لان «من» إن كانت موصولة بمعنى «الذي» وجعلت «فإنه» بدلا من «أن» الأولى بقي الابتداء ، وهو «من» بغير خبر ، وإن كانت «من» للشرط ، بقي الشرط بغير جواب ، مع أن ثبات الفاء يمنع من البدل ، لأن البدل لا يحول بينه وبين المبدل منه شىء غير الاعتراضات ، والفاء ليست من الاعتراضات ، فإن جعلت «الفاء» زائدة ، لا يجوز ، لأنه يبقى الشرط بغير جواب ؛ وإن جعلت «أن» الثانية بدلا من الأولى ، فأما الكسر فيهما فعلى الاستئناف ، أو على إضمار ، والكسر فيهما بعد الفاء أحسن ؛ لأن الفاء يبتدأ بما بعدها فى أكثر الكلام ، والكسر بعدها حسن.
٥٥ ـ (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ)
«ولتستبين سبيل» : من قرأ بالتاء ونصب «السبيل» ، جعل التاء علامة خطاب واستقبال ، وأضمر اسم «النبي» فى الفعل.
ومن رأ بالتاء ورفع «السبيل» رفعه بفعله ؛ حكى سيبويه : استبان الشيء ، واستبنته أنا.
فأما من قرأ بالياء ورفع «السبيل» فإنه ذكّر «السبيل» ، لأنه يذكر ويؤنث ، ورفعه بفعله.
ومن قرأ بالياء ونصب «السبيل» أضمر اسم «النبي» فى الفعل ، وهو الفاعل ، ونصب «السبيل» ، لأنه مفعول به.
واللام فى «ولتستبين» متعلقة بفعل محذوف ؛ تقديره : ولتستبين سبيل المجرمين فصلناها.
٥٦ ـ (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ)
«أن» : فى موضع نصب على حذف الخافض ؛ تقديره : نهيت عن أن أعبد.
٥٧ ـ (قُلْ إِنِّي عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ)
«وكذّبتم به» : الهاء ، تعود على «البينة» ، وذكّرها لأنها بمعنى البيان.
٥٨ ـ (قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي ما تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللهُ
أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ)
«أن» : فى موضع رفع بفعله ، على إضمار فعل