وقد منع بعض النحويين وقوع الحال من المضاف إليه ، لو قلت : رأيت غلام هند قائمة ، لم يجز عنده ، عامل يعمل فى الحال ، وأجازه بعضهم ؛ لأن لام الملك مقدرة مع المضاف إليه. فمعنى «الملك» هو العامل فى ، أو معنى الملازمة ، أو معنى المصاحبة ؛ فعلى قول من منع الحال من المضاف إليه لا يكون «هم فيها خالدون» من النار ، ومثله فى القياس : «أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون».
٤٠ ـ (يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي
أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ)
«إسرائيل» : اسم معرفة أعجمى ، ولذلك لم ينصرف.
«وأوفوا» : أصله «أوفيوا» ، على «أفعلوا» ، فردت حركة الياء على الفاء ، وحذفت الياء لسكونها تكون الواو بعدها.
«أوف بعهدكم» : جزم ؛ لأنه جواب الأمر.
«وإيّاى فارهبون» : إيّاى ، منصوب بإضمار فعل ، وهو الاختيار ؛ لأنه أمر ، ويجوز : وأنا فارهبون ، على الابتداء والخبر ، وهو بمنزلة قولك : زيد فاضربه ؛ لأن الياء المحذوفة من «فارهبون» كالهاء فى «اضربه» ، لكن يقدر الفعل الناصب ل «إياى» بعده ؛ تقديره : وإياى ارهبوا فارهبون. ولو قدرته قبله لا تصل به ، فكنت تقول : فارهبون فارهبون.
٤١ ـ (وَآمِنُوا بِما أَنْزَلْتُ مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ)
«مصدقا» : حال من الهاء المحذوفة ، من «أنزلت» ؛ تقديره : أنزلته ؛ لأن «ما» بمعنى «الذي».
وإن شئت جعلته حالا من «ما» فى «بما».
«أول كافر» : أول اسم لم ينطق به بفعل عند سيبويه ، وزنه «أفعل» ، فاؤه واو وعينه واو ، ولذلك لم يستعمل منه فعل ، لاجتماع الواوات.
وقال الكوفيون : هو «أفعل» من «وأل» ، إذا لجأ ، فأصله : أوأل ، ثم خففت الهمزة الثانية بأن أبدل منها واو ، وأدغمت الأولى فيها. وانتصب «أول» على خبر «كان». و «كافر» نعت لمحذوف ؛ تقديره : أول فريق كافر ، ولذلك جاء بلفظ التوحيد ، والخطاب لجماعة. وقيل : تقديره : أول من كفر به.
٤٢ ـ (وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)