ويجوز رفع «لباس» على إضمار مبتدأ ؛ تقديره : وستر العورة لباس التقوى ؛ أي : المتقين ، يريد : لباس أهل التقوى ، ثم حذف المضاف.
فأما من نصب «لباس» فإن ذلك يكون إشارة إلى اللباس وإلى كل ما تقدم ، وهى مبتدأ ، و «خير» : خبر «ذلك» ، إذا نصبت «لباس التقوى».
ويكون معنى الآية فى الرفع : ولباس التقوى خير لكم عند الله من لباس الثياب التي هى للزينة.
وقد قيل فى «لباس التقوى» ، فى قراءة من رفع : إنه لباس الصوف والخشن ومما يتواضع به لله.
٢٧ ـ (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ
عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ
إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)
«لا يفتننّكم» : معناه : اثبتوا على طاعة الله والرجوع عن معاصيه ؛ مثل قوله (فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ٢ : ١٣٢ ؛ ٣ : ١٠٢
«ينزع عنهما» : ينزع ، فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «أخرج».
«من حيث» : مبنية ، وإنما بنيت ، لأنها تدل على موضع بعينه ، ولأن ما بعدها من تمامها كالصلة من الموصول ، وبنيت على حركة ، لأن قبل آخرها ساكنا ، وكان الضم أولى بحركتها ؛ لأنها غاية : فأعطيت غاية الحركات ، وهى الضمة ؛ لأنها أقصى الحركات.
وقيل : بنيت على الضم ؛ لأن أصلها : حوث ، فدلت الضمة على الواو.
ويجوز فتحها.
٢٩ ـ (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ
مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ)
«مخلصين» : حال من المضمر المرفوع فى «ادعوه».
«كما بدأكم» : الكاف ، فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف ؛ تقديره : تعودون عودا كما بدأكم.
وقيل : تقديره : تخرجون خروجا مثل ما بدأكم.