٣٠ ـ (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ
مِنْ دُونِ اللهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)
«فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة» : فريقا ، نصب ب «هدى» ، «وفريقا» : نصب بإضمار فعل فى معنى ما بعده ؛ تقديره : وأضل فريقا.
ونقف على «تعودون» ، على هذا التقدير.
وإن نصبت «فريقا» و «فريقا» على الحال من المضمر فى «تعودون» ، لم تقف على «تعودون» وتقف على «الضلالة» ؛ والتقدير : كما بدأكم تعودون فى هذه الحال.
وقد قرأ أبى بن كعب : «تعودون فريقين فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة» ، فهذا يبين أنه نصب على الحال ، فلا تقف على «تعودون» ، إذا نصبت على الحال.
٣٢ ـ (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا خالِصَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ
لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)
«فى الحياة الدّنيا خالصة» : من رفع «خالصة» ، وهى قراءة نافع وحده ، رفع على خبر المبتدأ ؛ أي : هى خالصة ، ويكون قوله «للذين آمنوا» سببا للخلوص ويجوز أن يكون خبرا ثانيا ل «هى» ، والمعنى : هى تخلص للمؤمنين فى يوم القيامة.
ومن نصب «خالصة» نصب على الحال من المضمر فى «الذين» ، والعامل فى الحال : الاستقرار والثبات الذي قام «للذين آمنوا» مقامه ؛ فالظروف وحروف الجر تعمل فى الأحوال ، إذا كانت أخبارا عن المبتدأ ؛ لأن فيها ضميرا يعود على المبتدأ ، ولأنها قامت مقام محذوف جار على الفعل ، هو العامل فى الحقيقة ، وهو الذي فيه الضمير على الحقيقة ، ألا ترى أنك إذا قلت : زيد فى الدار ، وثوب على زيد ؛ فتقديره : زيد مستقر فى الدار ، أو ثابت فى الدار ، وثوب مستقر ، وثابت على زيد ، ففي «ثابت» ، و «مستقر» ضمير مرفوع على المبتدأ.
فإذا حذفت «ثابتا» أو «مستقرا» ، وأقمت الظرف مقامه ، أو حرف الجر ، قام مقامه فى العمل وانتقل الضمير فصار مقدرا متوهما فى الظرف وفى حرف الجر.