٤٣ ـ (قالَ سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ قالَ لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ
إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ)
العامل فى «اليوم» هو : «من أمر الله» ؛ تقديره : لا عاصم من أمر الله ، و «لا عاصم» : فى موضع رفع بالابتداء ، و «من أمر الله» : الخبر ، و «من» : متعلقة بمحذوف ؛ تقديره : لا عاصم مانع من أمر الله اليوم.
ويجوز أن يكون «من أمر الله» صفة ل «عاصم» ، ويعمل فى «اليوم» ، وتضمر خبرا ل «عاصم».
ولا يجوز أن يتعلق «من» ب «عاصم» ، ولا ينصب «اليوم» ب «عاصم» ، لأنه يلزم أن ينون «عاصما» ، ولا يبنى على الفتح ؛ لأنه يصير ما تعلق به وما عمل فيه من تمامه ، ونظيره : (لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ) ١٢ : ٩٢
«إلّا من رحم» : من ، فى موضع نصب على الاستثناء المنقطع ، و «عاصم» على بابه ؛ تقديره : لا أحد يمنع من أمر الله لكن من رحم الله فإنه معصوم.
وقيل : «من» : فى موضع رفع ، على البدل من موضع «عاصم» ، وذلك على تقديرين :
أحدهما : أن يكون «عاصم» على بابه ؛ فيكون التقدير : لا يعصم اليوم من أمر الله إلا الله.
وقيل : إلا الراحم ، والراحم ، هو الله جل ذكره.
والتقدير الثاني : أن يكون «عاصم» بمعنى : معصوم ؛ فيكون التقدير : لا معصوم من أمر الله اليوم إلا المرحوم.
٤٦ ـ (قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ)
«إنه عمل غير صالح» : الهاء ، تعود على «السؤال» ؛ أي : إن سؤالك إياى أن أنجى كافرا عمل غير صالح.
وقيل : هو من قول نوح لابنه ، وذلك أنه قال له «اركب معنا ولا تكن مع الكافرين» : إن كونك مع الكافرين عمل غير صالح ؛ فيكون هذا من قول نوح لابنه ، متصلا بما قبله.
وقيل : الهاء فى «أنه» تعود على ابن نوح ، وفى الكلام حذف مضاف ؛ تقديره : إن ابنك ذو عمل غير صالح.