وقال الكوفيون : إنه «فعلة» ، بفتح العين ، وأصلها : أيية ، فقلبت الياء الأولى ألفا ، إذ كان الأصل أن تعل الياء الثانية وتصحح الأولى ؛ فيقال : أياة.
وقال بعض الكوفيين : إنه «فعلة» ؛ وأصلها : «أيية» ، فقلبت الياء الأولى ألفا ، لانكسارها وتحرك ما قبلها ، وكانت الأولى أولى بالعلة من الثانية ، لثقل الكسرة عليها ؛ وهذا قول صالح جار على الأصول.
وقال ابن الأنبارى : إن وزنها : فاعلة ؛ وأصلها : آيية ، فأسكنت الياء الأولى استثقالا للكسرة على الياء ، وأدغموها فى الثانية ؛ فصارت : آية ، مثل لفظ «دابة» ووزنها ، ثم خففوا الياء ، كما قالوا : كينونة ، بتخفيف الياء ساكنة ، وأصلها : كينونة ، ثم خففوا فحذفوا الياء الأولى المتحركة استثقالا للياء المشددة مع طول الكلمة. وهذا قول بعيد من القياس ، إذ ليس فى «آية» طول يجب الحذف معه ، كما فى «كينونة».
٩ ـ (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا
مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صالِحِينَ)
«أرضا» : ظرف ؛ وذكر النحاس أنه غير مبهم ، وكان حق الفعل ألا يتعدى إليه إلا بحرف ، لكن حذف الحرف.
١١ ـ (قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ)
«تأمنا» أصلها : تأمننا ، ثم أدغمت النون الأولى فى الثانية ، وبقي الإشمام يدل على ضمة النون الأولى ، والإشمام : هو ضمك شفتيك من غير صوت يسمع ، فهو بعد الإدغام ، وقبل فتحة النون الثانية.
وابن كيسان يسمى «الإشمام» : الإشارة ، ويسمى «الروم» : إشماما ، والروم : صوت ضعيف يسمع خفيفا يكون فى المرفوع والمخفوض والمنصوب الذي لا تنوين فيه ، والإشمام ، لا يكون إلا فى المرفوع.
١٢ ـ (أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)
«يرتع» : من كسر العين من القراء جعله من «رعا» ، فحذف «الياء» علم على الجر ، فهو «يفتعل» ، والياء زائدة ، من : رعى الغنم.
وقيل : هو من قولهم : رعاك الله ؛ أي : حرسك ، فمعناه على هذا : نتحارس.