١٤٧ ـ (وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ)
«إلى مائة ألف أو يزيدون» : أو ، عند البصريين ، على بابها ، للتخيير ؛ والمعنى : إذا رآهم الرائي منكم قال :
هم مائة ألف أو يزيدون.
وقيل : «أو» بمعنى : «بل».
وقيل : «أو» ، بمعنى : الواو ، وذلك مذهب الكوفيين.
١٥١ ـ (أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ)
«إن» : تكسر بعد «ألا» ، على الابتداء ، ولو لا «اللام» : التي فى خبرها لجاز فتحها ، على أن تجعل «ألا» بمعنى : حقا.
١٦٣ ـ (إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ)
«من» : فى موضع نصب ب «فاتنين» الآية : ١٦٢ ؛ أي : لا يفتنون ، إلا من سبق فى علم الله أنه يصلى الجحيم. قال ذلك : على أن إبليس لا يضل أحدا إلا من سبق له فى علم الله أن يضله وأنه من أهل النار ، وهذا بيان شاف فى مذهب القدرية.
وقرأ الحسن : «صال الجحيم» ، بضم اللام ، على تقدير : صالون ، فحذف النون للإضافة ، وحذف الواو لسكونها وسكون اللام بعدها ، ويكون «من» للجماعة ، وأتى لفظ «هو» موحدا ردا على لفظ «من» ، وذلك كله حسن ، كما قال (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً) ٢ : ٦٢ ، ثم قال : «فلهم أجرهم عند ربهم» ، فوحد أولا على اللفظ ، ثم جمع على المعنى ؛ لأن «من» تقع للواحد والاثنين والجماعة بلفظ واحد.
وقيل : إنه قرئ بالرفع على القلب ، كأنه «صالى» ، ثم قلب فصار : صائل ، ثم حذف الياء فبقيت اللام مضمومة ، وهو بعيد.
١٦٤ ـ (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ)
تقديره عند الكوفيين : وما منا إلا من له مقام ، فحذف الموصول وأبقى الصلة ، وهو بعيد جدا.
وقال البصريون : تقديره : وما منا ملك إلا له مقام معلوم ؛ على أن الملائكة تبرأت ممن يعبدها وتعجبت من ذلك.