ولو نصب فى غير القرآن لجاز على المدح.
«سنة» : أصله : وسنة ، ثم حذفت الواو ، كما حذفت فى «يسن» ، ونقلت حركة الواو إلى السين «من ذا الذي يشفع» : مثل «من ذا الذي يقرض» الآية : ٢٤٥.
٢٥٦ ـ (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ
فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
«الطّاغوت» : هو اسم ، يكون للواحد والجمع ، ويؤنث ويذكر ، وهو مشتق من «طغى» ، لكنه مقلوب ، وأصله : «طغيوت» مثل : «جبروت» ، ثم قلبت الياء فى موضع الغين ، فصار «طيغوتا» ، فانقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ، فصار : طاغوتا فأصله «فعلوت» مقلوب إلى «فلعوت».
وقد يجوز أن يكون أصل لامه واوا ، فيكون أصله : «طغووت» ؛ لأنه يقال : طغى يطغو ، وطغيت وطغوت ومثله فى القلب والاعتلال والوزن : حانوت ؛ لأنه من : حنا يحنو ، فأصله : حنووت ، ثم قلب وأعل. ولا يجوز أن يكون من «حان يحين» لقولهم فى الجمع : حوانيت.
«لا انفصام لها» : يجوز أن يكون فى موضع نصب ، على الحال من «العروة الوثقى» ، وهى : لا إله إلا الله ، فى قول ابن عباس.
٢٥٨ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ)
«أن أتاه الله» : مفعول من أجله.
«إذ قال» : العامل فى «إذ» : «تر» ، والهاء فى «ربه» تعود على «الذي» ، وهو نمرود.
٢٥٩ ـ (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها قالَ أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِها
فَأَماتَهُ اللهُ مِائَةَ عامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قالَ كَمْ لَبِثْتَ قالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ
عامٍ فَانْظُرْ إِلى طَعامِكَ وَشَرابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ)
«أو كالّذى» : الكاف ، فى موضع نصب ، معطوفة على معنى الكلام ؛ تقديره ، عند الفراء والكسائي : هل رأيت كالذى حاج إبراهيم؟ أو كالذى مر على قرية؟
«كم لبثت» : كم ، فى موضع نصب على الظرف ، فهى هنا ظرف زمان.
«يتسنه» : يحتمل أن يكون معناه : لم تتغير ريحه أو طعمه ، من قولهم : سن الطعام ، إذا تغير ريحه أو طعمه ، فيكون أصله : يتسنن ، على «يتفعل» بثلاث نونات ، فأبدل من الثالثة ألفا ، لتكرر الأمثال ، فصار «يتسنى» ، فحذفت الألف للجزم ، فبقى : يتسن ، فجىء بالهاء لبيان حركة النون فى الوقف.
(م ٤ ـ الموسوعة القرآنية ج ٤)