٢٧١ ـ (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)
«فنعمّا هى» : فى «نعم» أربع لغات : نعم ، مثل «علم» : ونعم ، بكسر النون والعين ؛ لأنه حرف حلق يتبعه ما قبله فى الحركة فى أكثر اللغات ؛ ونعم ، بترك النون مفتوحة على أصلها ، وتسكن العين استخفافا ، ونعم ، بكسر النون لكسرة العين ، ثم تسكن العين استخفافا.
فمن كسر النون والعين من القراء ، احتمل أن يكون كسر العين على لغة من كسرها وأتبع النون بها ، ويحتمل أن يكون على لغة من أسكن العين مع الإدغام. وهذا محال لا يجوز ، ولا يتمكن فى النطق.
ومن فتح النون وكسر العين ، جاز أن يكون قراءة على لغة من قال : نعم ، كعلم. ويجوز أن يكون ، أسكن العين استخفافا فلما ، اتصلت بالمدغم كسرها لالتقاء الساكنين.
و «ما» : فى موضع نصب ، على التفسير. وفى «نعم» مرفوع ، وهو ضمير الصدقات ، و «هى» مبتدأ ، وما قبلها الخبر ؛ تقديره : إن تبدوا الصدقات فهى نعم شيئا.
«ويكفر عنكم من سيئاتكم» : من جزمه عطفه على موضع «الفاء» فى قوله «فهو خير لكم» ؛ ومن رفع فعلى القطع ، ومن قرأ بالنون ورفع ، قدّره : ونحن نكفر ، ومن قرأ بالياء ورفع ، قدّره : والله يكفر عنكم.
٢٧٢ ـ (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ
فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ
وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)
«وما تنفقوا» : ما ، فى موضع نصب بوقوع الفعل الذي بعده عليه ، وهو شرط.
«وما تنفقون» : ما ، حرف ناف.
«وأنتم لا تظلمون» : ابتداء وخبر ، فى موضع نصب على الحال ، من الكاف والميم فى «إليكم».
٢٧٣ ـ (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ
الْجاهِلُ أَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيماهُمْ لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً)
«للفقراء» : اللام ، متعلقة بمحذوف ؛ تقديره : أعطوا للفقراء.