لقياس الوزن ، وبناءً على هذا يكون ثقل الموازين بسبب ثقل الأعمال التي توضع فيها.
وهناك بحث آخر حول ميزان العدل في يوم القيامة سنتطرق إليه في فقرة التوضيحات.
* * *
السرعة في الحساب :
تحدّثت الآية الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة عن يوم الحساب وسرعة الأعمال في ذلك اليوم من قبل الله تعالى.
ولقد تحدّثت الآية الاولى بعد أن أشارت إلى الآيات التي قبلها إلى جنّات عدن وما فيها من نعم كثيرة من أطعمة وأشربة ، وحور عين. فقالت : (هَذَا ما تُوعَدُونَ لِيَومِ الحِسَابِ).
إنّ مسألة الحساب يوم القيامة مسألة واضحة جلية بحيث إنّ ذلك اليوم يسمى بيوم الحساب (١). ولقد ورد في الآية التي بعدها حديث عن سرعة الحساب (إِنَّ الله سَرِيعُ الحِسَابِ) وكذلك ورد هذا المعنى في آيات عديدة من القرآن الكريم (٢) ، وهذا التكرار يدلّل على أهميّة وعظمة هذه المسألة ، فمن جهة أنّها بشرى للصالحين. حيث تخبرهم هذه الآيات بأنّهم ينالون جزاءهم بسرعة ، ومن جهة اخرى أنّ هذه المسألة هي وعيد للكافرين والأشرار بأنّ مجازاتهم لن تتأخر أبداً وسوف ينالون مصيرهم بسرعة.
ولقد وردت حول هذا الموضوع (سرعة الحساب) روايات مثيرة نذكر منها :
ورد في حديث عن أمير المؤمنين علي عليهالسلام : «إنّه سبحانه يحاسب جميع عباده على مقدار حلب شاة» (٣).
هذا التشبيه في الحقيقة يدلّ على قصر فترة الحساب ، لذا جاء في رواية اخرى :«إنّ الله
__________________
(١). اللام في (ليوم الحساب) لام الاختصاص. وقيل : إنّها لام التعليل وهذا غير صحيح.
(٢). بالإضافة إلى الآية أعلاه ورد نفس هذا المعنى في الآية ٤ ، المائدة ؛ ٥١ إبراهيم ؛ و ١٧ غافر.
(٣). تفسير مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٣١٣.