الامور من علامات قرب القيامة و (أشراط الساعة) مثل الحديث المنقول عن الرسول صلىاللهعليهوآله : (من أشراط الساعة أن يرفع العِلْم ، ويظهر الجهل ، ويُشرب الخمر ، ويفشو الزنا) (١).
حتى أنّ بعض الروايات عدّت قيام المهدي (عج) لمقارعة الظلم والفساد جزءاً من أشراط الساعة.
* * *
إقتربت الساعة :
تتحدث الآية الثانية عن قرب القيامة وانشقاق القمر ، قال تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانشَقَّ القَمَرُ). (القمر / ١)
وهذا جواب عن سؤال طالما تكرر طرحه على الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وهو متى تقوم الساعة؟ فيجيب صلىاللهعليهوآله : إنّه قريب ومن علاماتها شق القمر ، وكما أنّها دليل على قدرة الله عزوجل على كل شيء (بضمنهما قدرته على إحياء الموتى) كذلك فهي تتحدث عن صدق دعوى الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله الذي هو آخر السفراء الإلهيين ، وتُخبر كذلك عن قرب وقوع القيامة ، كما ذكرنا في شرح الآية السابقة أنّ الرسول صلىاللهعليهوآله نفسه قال : (بعثت أنا والساعة كهاتين).
ولكن بعض المفسرين المتقدمين والمتأخرين يرون أنّ الآية تشير إلى حوادث ستقع في نهاية هذا العالم قبيل القيامة.
ومن جملة هذه الحوادث تكوير الشمس ، أي ذهاب ضوئها ونورها وانشقاق القمر ، أمّا لماذا عبرت الآية عن هذه الحادثة (انشق) بصيغة الماضي؟ فجوابه : إنّ اللغة العربية تعبر عن المسائل المستقبلية الحتمية الوقوع بصيغة الماضي.
ولكن هذا الرأي (أي إنّ الآية ناظرة إلى حوادث آخر الزمان لم يأخذ به أكثر المفسرين ، لأنّ ظاهر الآية بصيغة الماضي ومرتبط به ، وليس من الصحيح أن تفسر الآية بكونها تدلّ
__________________
(١). تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٣٧ ، ح ٤١.