نعم ، إنّها عرصات مرعبة مخيفة فيحاسب الإنسان على كل شيء وحتى عن الأعمال التي بمقدار حبّة خردل أو مثقال ذرة فتبدو في صحف الأعمال حتى النيات ، وفي لحظة واحدة يتمّ حساب جميع الخلائق وتُظلل راية الحق والعدل جميع أرجاء هذه المحكمة العظيمة ، فيحضر فيها الصغير والكبير حتى الأنبياء والمرسلون فتطوى جميع الخلافات وينهى كل جدل ويحق حق جميع مظلومي العالم ويرى الناس بأعينهم الكثير من الحقائق التي ما كانوا يصدقون بها من قبل.
إنّ الإيمان والاعتقاد بهذه الحقائق له آثار تربوية عميقة في الإنسان فتنقذه من الضياع والحيرة وتخمد الشهوات وتقضي على المفاسد وتصنع من هذا الإنسان ـ المادي ـ ملاكاً طاهراً. وفي الحقيقة أنّ الهدف من عرض هذه الآيات هو نفس هدف القرآن الكريم في بناء الإنسان وتزكيته.
* * *
٢ ـ شهود يوم القيامة
كما قرأنا في الآيات السالفة الذكر أنّ شهداء تلك المحكمة كثيرون وعلى رأسهم الذات الإلهيّة المقدّسة.
ثم الأنبياء والمرسلون.
وبعدهم الملائكة المقربون.
وبعدهم أعضاء وجوارح الإنسان.
ثم الأرض التي نعيش على ظهرها.
إضافة إلى ذلك فقد أشارت الروايات الإسلامية إلى شهداء آخرين ومن جملتهم :
الأوصياء والأئمّة المعصومين عليهمالسلام :
نقرأ حديثاً ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام حول قوله تعالى : (فَكَيفَ اذَا جِئنَا مِن كُلِّ امَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئنَا بِكَ عَلَى هؤُلَاءِ شَهِيداً). (النساء / ٤١)