الملائكة أو شهادة الأرواح الطاهرة للأنبياء والأوصياء هي احدى الحقائق التي تنبع من قدرة أرواحهم وعظمتها ، وإنّ حضور الله تبارك وتعالى أيضاً في كل مكان وكل زمان حقيقة غير قابلة للانكار.
لقد تمكن العلماء اليوم من خلال التجارب والبحوث التي أجروها على الطبقات الأرضية والحيوانات المطمورة في باطنها ، والآثار الباقية من الإنسان القديم من اكتشاف حقائق عن هذه الحيوانات ، فقد وقفوا على كيفية معيشتها وطراز حياتها في تلك العصور السحيقة وكتبوا عنها الكثير من الكتب والمقالات.
فاذا تمكن الإنسان بعلمه المحدود أن يتكلم عن مثل تلك الحوادث ويكتشف الكثير من حقائق الحيوانات ، والإنسان القديم من خلال آثارها الباقية ، في حين أنّ الدنيا دار الخفيات والآخرة دار الظهور ويوم البروز ، اذن فكيف ستكون القيامة؟
من هنا عندما يتأمل الإنسان بدقّة في هذه المسائل ويفكر في عمقها وعظمتها حقّاً حقّاً فانها تهزّه ولعله يصرخ : واغفلتاه ، أهكذا عملت مع كل هذه الشهود؟!
* * *
٣ ـ ماهو ميزان العمل؟
يقول المرحوم الشيخ المفيد رحمهالله : «ليس الأمر في معنى ذلك على ماذهب إليه أهل الحشو من أنّ في القيامة موازين كموازين الدنيا لكل ميزان كفتان توضع الأعمال فيهما ، فالخبر الوارد أنّ أميرالمؤمنين والأئمّة من ذرّيته هم الموازين فالمراد أنّهم المعدلون بين الأعمال فيما يستحق عليها والحاكمون فيها بالواجب والعدل» (١).
ولكن بعض المفسّرين ردوا هذا الكلام. وقالوا : إنّ الميزان في الآخرة كموازين الدنيا فتوضع الأعمال فيها ، حيث تصبح الأعمال ذات وزن أو توزن صحف الأعمال التي لها وزن.
__________________
(١). بحار الأنوار ، ج ٧ ، ص ٢٥٢ (مع التلخيص).