وأعمال الإنسان وعقائده ونيّاته بمنزلة الكفّة الاخرى فيوازن بينهما يوم القيامة.
ويمكن أن نستفيد من هذا الكلام من خلال الآيات القرآنية التي تذكر : (ومَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ) أو (فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ...) أو التعبير الذي ورد في قوله تعالى : (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَومَ القِيَامَةِ وَزناً). (الكهف / ١٠٥)
إنّ خفة موازين هذه الطائفة ناشئة من عدم امتلاك الاعتقادات الحقة والأعمال الصالحة وأمّا ثقل موازين الطائفة الاخرى فهي ناتجة عن امتلاك الرصيد الثقيل من الأعمال الصالحة والاعتقادات الحقّة ، وعلى أيّة حال ، تقام الموازنة بين الناس من جهة وأولياء الله من جهة اخرى. فكلما كانت أعمالنا وعقائدنا شبيه ومقاربة لأعمال أولياء الله فسيكون ميزان عملنا ثقيلاً (تأمل).
* * *
٤ ـ ماهي الأعمال الثقيلة في الميزان؟
تلاحظ في الروايات الإسلامية تعابير مختلفة حول الأعمال الثقيلة في ميزان العدل الإلهي ، وهذه الأعمال هي موجبات النجاة ونيل الكرامة في يوم القيامة ، وتجسد هذه الأعمال نظرية الإسلام في المسائل المختلفة ومن جملة هذه الأعمال مايأتي :
١ ـ ورد عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : «مامن شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وأنّ صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة» (١).
٢ ـ وجاء في حديث آخر عن الرسول صلىاللهعليهوآله في باب الشهادة بوحدانية الله ونبوّة الرسول صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «خَف ميزان ترفعان منه وثقل ميزان توضعان فيه» (٢).
٣ ـ وفي حديث آخر عن الإمام الباقر أو الصادق عليهماالسلام قال : «ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد وأنّ الرجل لتوضع أعماله في الميزان فتميل به فيخرج صلىاللهعليهوآله الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فيرحج به» (٣).
__________________
(١). سنن الترمذي ، ج ٤ ، ص ٣٦٣ ، ح ٢٠٠٣.
(٢). تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٦٥٩ ، ح ٨.
(٣). اصول الكافي ، ج ٢ ، ص ٤٩٤ باب الصلاة على النبي ، ح ١٥ ورد هذا المعنى نفسه في كتاب بحار الأنوار ـ