١ ـ موجبات دخول الجنّة في المنظور القرآني
لقد تحدثت آيات كثيرة في القرآن الكريم عن أوصاف أهل الجنّة كما حددت الأوصاف والأعمال التي توصل الإنسان إلى الجنّة والتنعم بالمنزلة الرفيعة فيها.
وبهذا فقد بيّنت هذه الآيات المنظور الإسلامي في مسألة النجاة والسعادة الأبدية وتكامل الإنسان ، ويمكن إجمال هذه الأوصاف بالنقاط الآتية :
١ ـ الإيمان والعمل الصالح
إنّ رأس المال للنجاة والسعادة وفتح أبواب الجنّة هو الإيمان والعمل الصالح ، قال تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ اصحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ). (البقرة / ٨٢)
ولقد ورد نفس هذا التعبير أو ما يشبهه في كثير من الآيات ، وما تكراره إلّادليلاً على أهميّة الموضوع وعناية القرآن الخاصة به (١).
وبهذا فإنّ القرآن الكريم قد كشف النقاب عن الأوهام التي كان يعتقد بها جمع من أهل الكتاب والسائرين على نهجهم من سائر الامم حيث كانوا يتصورون أنّ النجاة ودخول الجنّة تقوم على أساس سلسلة علاقات وروابط معينة ، أو أنّهم وضعوا ضوابط غير الإيمان والعمل الصالح ، فجاء القرآن ليعبي الناس ويبني أنفسهم على أساس بعدين رئيسيَّين هما (العقيدة) و (العمل).
وهذه الآية التي نحن بصددها جاءت على أثر الآيات التي تتحدث عن اليهود الذين
__________________
(١). آل عمران ، ١٣٦ ؛ النساء ، ١٢٤ ؛ الأعراف ، ٤٢ ؛ الحج ، ١٤ ، ٢٣ ، ٥٦ ؛ العنكبوت ، ٥٨ ؛ الزمر ، ٧٤ ؛ الاحقاف ، ١٤ ؛ محمد ، ١٢ وآيات اخرى.