تعالى : (وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ يُدخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجرِى مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذلِكَ الْفَوزُ الْعَظِيمُ). (١) (النساء / ١٣)
تعبير «جنات» يدلّ على تعددها وأنّ كل واحدة منها أحد مقامات العارفين والصالحين والأطهار.
أمّا تعبير «تجري من تحتها الأنهار» فدلالة على جمال بساتينها ورونقها ودوام خضرتها لأنّ أنهارها دائمة الجريان.
«خالدين فيها» : إضافة إلى أنّ الآية نفت احتمال فناء وسلب النعمة التي هي عادة من عوامل القلق جاءت الآية بصيغة الجمع وهذه إشارة إلى أنّ أهل الجنّة يتمتعون بنعمة الاجتماع والانس مع بعضهم البعض.
في حين أنّ الآية التي بعدها والتي تتحدث عن عصيان الله ورسوله جاءت بصيغة المفرد «خالداً» وهذه إشارة إلى أنّهم «أهل النّار» يتعذبون بالوحدة والعزلة وكأنّ كل واحد منهم سجين في زنزانة انفرادية في نار جهنّم.
* * *
١١ ـ الاخلاص
خلوص العقيدة ، وخلوص العمل ، وخلوص النية ، من موجبات دخول الجنّة ، قال تعالى : (وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَاكُنْتُم تَعْمَلُونَ* إِلَّا عِبَادَ اللهِ الُمخْلَصِينَ* أُولئِكَ لَهُم رِزْقٌ مَّعْلُومٌ* فَوَاكِهُ وَهُمْ مُّكرَمُونَ* فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ). (الصافات / ٣٩ ـ ٤٣)
فبعد أن أشارت هذه الآيات إلى عذاب أهل النّار استثنت المخلصين وقالت إنّهم في معزل من كل هذا العذاب.
من هنا يجب أن نعرف من هم (المخلَصين) (بفتح اللام)؟ إذا تأملنا في الآيات القرآنية فسوف ندرك جيداً أنّ (المخلِص) بكسر اللام يعني الشخص الذي أخلص نفسه وأعماله
__________________
(١). نفس هذا المعنى ورد في الآية ١٧ من سورة الفتح.