جميع الجوانب ثم يختم ويوضع على (الختم) مقدار من الطين أو العجين أو الشمع الأحمر أو النحاس أو أيّة مادة اخرى تفي بالغرض ، وبهذا (لا يمكن فتح أو كسر هذا الإناء) فلا سبيل إلى مافي الإناء إلّابكسر ذلك الختم ، وكان العرب ينظرون إلى ختم الإناء قبل كل شي ليعرفوا أنّه لم تصل إليه يد. ويسمونه (المختوم).
وهناك تفاسير عديدة في هذا المجال لا نراها تتناسب وظاهر الآية.
«تسنيم» : من مادة (سَنَم) على وزن (صَنَم) وفي الأصل على رأي صاحب (مقاييس اللغة) بمعنى (العلو والارتفاع) ومنه (سنام البعير) ، واطلق على ألسنة النّار ، والغيوم المرتفعة والدخان وسنابل النباتات أيضاً.
لذا «عين التسنيم» عين في الجنّة تكون سبباً في الارتفاع والعلو ، يقال : سنمه أي رفعه ومنه سنام الابل ، ولذلك إذا شربها المقربون يتقربون من المقام الإلهي والفناء في نور الحق أكثر فأكثر.
وقيل : «تسنيم» : عين تقع في الطبقات العليا في الجنّة يَنصبُّ شرابها عليهم من عُلوٍّ انصباباً .. وقيل هو نهر يجري في الهواء فيصب في أواني أهل الجنّة وهو خالص للمقربين ويمزج بمقدار من الرحيق المختوم للأبرار وهو نوع آخر من شراب الجنّة.
ويظهر من خلال الجمع بين هذه المعاني : أنّ هذه العين لها مكانة عالية رفيعة من ناحية المكان وكذلك من حيث التأثير المعنوي فهي توصل الروح وتجذبها إلى مقام القرب الإلهي.
* * *
٧ ـ أفضل شراب أهل الجنّة
لقد ذكرت الآيات السالفة الذكر سبعة أنواع من الأشربة ، ونستنتج من مجموع هذه الآيات أنّ مشروبات الجنّة على أنواع وأقسام مختلفة ، فمنها يجري في الأنهار (أنهار من لبن وعسل وماء وخمر) ، ومنها : مختومة ، ومنها ينبع من عيون من سماء الجنّة أو طبقاتها