٣ ـ الزلزال العظيم المدمر
من العلامات الاخرى لنهاية هذا العالم وقرب قيام الساعة حدوث زلزلة عظيمة ليس لها نظير بحيث تهزّ جميع أنحاء الكرة الأرضية فتدمّر كل شيء ويدفن جميع الناس في لحظات.
يقول القرآن : (يَاايُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَىءٌ عَظيمٌ). (الحج / ١) ثم يقول : (يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارى وَمَاهُمْ بِسُكَارى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ). (الحج / ٢)
وسنشير في الفصل الثالث تحت عنوان (أشراط الساعة) إلى أنّ هناك زلزلة اخرى تقع قبيل إحياء الأموات أشارت إليها بعض الآيات الكريمة ، ويحتمل أن تكون الآية الكريمة التي نحن بصددها قد أشارت إلى هذا المعنى بقرينة : (وَلَكِنَّ عَذَابَ اللهِ شَديدٌ) ، وبهذا يجب أن نفسّر المراد بالمرضعات والحوامل تفسيراً مجازياً ، فشدّة الهلع والخوف الناشئ من أثر الزلزلة العظيمة تجعل كل امرأة حامل تسقط جنينها تفسيرٌ على خلاف ظاهر الآية ، وعلى أيّة حال إنّ هذا المعنى ورد أيضاً في قوله تعالى : (يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ). (١) (المزمل / ١٤)
وجاء نظير هذا المعنى في قوله تعالى : (اذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجَّا* وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً). (الواقعة / ٤)
* * *
٤ ـ ذهاب ضوء الشمس والقمر والكواكب
من العلامات الاخرى لقرب الساعة انطفاء قرص الشمس واختفاء ضوء الكواكب كما ذكرت الآية : (اذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَاذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ). (التكوير / ١ ـ ٢)
__________________
(١). «ترجف» مشتقة من مادة «رجف» على وزن كشف وهي بمعنى الاضطراب والهزّة العنيفة .. من هنا يطلق على الأخبار الكاذبة التي تتسبَّب في اضطراب المجتمع ب (الأراجيف).