بروز ظاهر القدم ، واستعملت هنا للإشارة إلى الفتيات الصغيرات السن اللاتي أشرفت أثداؤُهُنَّ على البروز ، ولقد ورد كذلك أنّ الكواعب إشارة إلى مرحلة البلوغ الجسمي حيث يبدأ الجسم بالنمو السريع في هذه المرحلة.
وبهذا الشكل فإنّ الحور العين يتّصفن بجميع الصفات والمحاسن وحسن الظاهر والباطن والفضائل الجسمانية والروحانية والأخلاقية ، وبذلك يتّصفن بكل ما هو حسن.
ونكرر مرّة اخرى ونقول : إنّ كل ذلك إشارات لحقائق مادية ومعنوية عليا للعالم الآخر ولا يمكن إدراك تفاصيلها.
* * *
١٢ ـ الخدم والسقاة
إنّ الله سبحانه وتعالى اتم نعمته على أهل الجنّة واعطاهم كل شيء ومن جملتها المضيّفون الذين يخدمونهم وبأعلى كيفية.
و «السُقاة» : وهم الذين يطوفون على أهل الجنّة ويسقونهم من الشراب الطهور.
إنّ حسن ظاهرهم ولطف باطنهم وصلاح خَلقهم وخُلقهم من الدرجة بحيث يجذب إليهم أهل الجنّة وينسيهم كل ما تحملوه من الآلام والمعاناة في الدنيا في سبيل اطاعة أوامر الله تعالى.
ولقد تحدث القرآن الكريم في آيات عديدة عن (الغلمان) و (الولدان المخلدون) ووصفهم بأجمل الأوصاف.
إنّ التعابير الواردة في هذا الصدد ، وكسائر المواهب والعطايا الإلهيّة متنوعة ومختلفة ، فقد جاء تعبير «غلمان» في قوله تعالى : (وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ). (الطور / ٢٤)
تعبير (يطوفُ) (مع ملاحظة كونه فعل مضارع يفيد الاستمرار) دليل على أنّ طوافهم حول أهل الجنّة طواف دائمي.