ويصدق هذا المعنى على سائر الأجرام السماوية فينحل النظام الذي يجمع الكواكب ، وينحل كذلك توازن القوّة الجاذبة والدافعة التي لها ارتباط بالأجرام وسرعة حركتها.
ولعل هذا هو نفس الشيء الذي يذكره القرآن في موضع آخر : (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ). (الانفطار / ٢)
وسوف نتعرض إلى تفسير هذه الآية في بحث لاحق إن شاء الله.
ونقرأ في سورة القيامة : (فَإذَا بَرِقَ الْبَصَرُ* وَخَسَفَ الْقَمَرُ* وَجُمِعَ الشَّمسُ وَالقَمَرُ* يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ ايْنَ المَفَرُّ). (القيامة / ٧ ـ ١٠)
يتضح من خلال هذه الآيات أنّ جميع هذه الحوادث تقع بصورة مباغتة وليست تدريجية وإلّا سوف لا يكون هناك إنسان في ذلك الزمان يقول : «أَيْنَ المَفَرُّ» ، (فتأمل).
ومن الممكن أن يكون جمع الشمس والقمر بفعل فقدان تعادل القوى الجاذبة والطاردة وسوف ينجذب القمر إلى مركزه الأصلي وهو الشمس.
وننهي هذا الحديث بالإشارة إلى آية اخرى من القرآن في هذا المجال ، قال تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ). (المرسلات / ٨)
هذا التعبير يتوافق مع الآيات السالفة الذكر ومن لوازمها أيضاً ونذكر في نهاية هذا المطاف أنّ هذه الامور موجودة في عالمنا وتسير بشكل تدريجي ولكن تزداد شدّتها في نهاية الكون حيث تحدث سلسلة حوادث متصلة سريعة ومباغتة تزيل هذا النظام وتنهي عمره بأمر من الله تعالى.
* * *
٥ ـ انشقاق الأجرام السماوية
من العلامات الاخرى لنهاية العالم اختلال نظام الكواكب وانشقاق الأجرام السماوية ، ولقد أشار القرآن الكريم في آيات عديدة وبتعابير مختلفة إلى ذلك ، فأحياناً عبر عنه بـ (الانشقاق) : (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ). (الانشقاق / ١)