٤ ـ أبواب الجنّة
تمهيد :
من المتعارف أنّ طريق الدخول إلى أيّة دار أو بناية أو حديقة مسوّرة إنّما يكون من أبوابها ، وعلى هذا فأبواب الجنّة تحدد مداخلها ، وقد تكون للأبواب أقفال لا تفتح إلّا بأدواتها الخاصّة ، وهو ما يطلق عليه العرب اسم «مفتاح» وجمعه : «مفاتيح» ، أو «مقليد ومقاليد» ، لكن أبواب ومفاتيح الجنّة لها مفهوم آخر ، وتشير إلى الأعمال والامور المفيدة الخالصة التي تكون سبباً لدخول الجنّة ، وقد وردت في القرآن إشارات غامضة إلى أبواب الجنّة ، لكن التفسيرات التي وردت بشأنها في الروايات الإسلامية ، تجسّد بوضوح القيم الإسلامية بشأن المعايير التي تؤدّي إلى دخول مستقر الرحمة الكبرى أي الجنّة ، نعود إلى القرآن لنتأمل في الآيات المختلفة التي وردت في هذا الصدد :
١ ـ (حَتَّى اذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ ابْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ). (الزمر / ٧٣)
٢ ـ (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوابُ). (ص / ٥٠)
٣ ـ (وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّنْ كُلِّ بَابٍ* سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرتُم). (الرعد / ٢٣ ـ ٢٤)
جمع الآيات وتفسيرها
الجنّة في الانتظار!
تشير الآية الاولى إلى حركة أصحاب الجنّة (زمراً زمراً) نحو الجنّة : (حَتَّى اذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ ابْوَابُهَا وَقَالَ لَهُم خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ) ، ويفهم منها أنّ أصحاب الجنّة عند