٦ ـ هل الجنّة مخلوقة؟
تمهيد :
مع أنّ الوعد الإلهي حق ، ولا تخلف فيه ، وأنّ جزاء المؤمنين ومعاقبة وتعذيب الكافرين الذي وعد بهما الله سيتحقق قطعاً ، لأنّ التخلف عن الوعد لا يكون إلّابسبب العجز والضعف أو بسبب الجهل والندم ، وهذا ما لا يمكن أن توصف به ذاته المقدّسة ، وعلى هذا يمكن للجميع أن يرجوا وعده ويخشوا وعيده وما أنذر به من العقاب ، إلّاأنّ الآيات القرآنية ـ رغم ذلك ـ تؤكّد أنّ الجنّة والنّار مخلوقتان الآن وهما موجودتان الآن وجاهزتان لاستقبال المستحقّين!
ويُستفاد أيضاً من الروايات المختلفة أنّ الأعمال الصالحة التي تصدر عن الناس هي التي توجد الجنّة ، وهذا يُعتبر دليلاً على وجود الجنّة في هذا الوقت ، وسبب هذا التأكيد من أجل أن تدخل مسألة العقاب والثواب مرحلة أكثر جدّية ، ولأجل أنّ يشعر المحسنون بوجود جزاء لأعمالهم على مقربة منهم ، وليتحسس المسيؤون عواقب أفعالهم.
ونعود بعد هذا التمهيد الوجيز إلى القرآن ونتدبّر في الآيات الواردة في هذا الصدد :
١ ـ (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّموَاتُ وَالْارْضُ أُعِدَّتْ لِلمُتَّقِينَ). (آل عمران / ١٣٣)
٢ ـ (وَجَنَّةٍ عَرضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْارْضِ أُعِدَّت لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ). (الحديد / ٢١)
٣ ـ (فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِى وَقُودُهَا النَّاسُ وَالحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلكَافِرِينَ). (البقرة / ٢٤)
٤ ـ (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِى أُعِدَّت لِلكَافِرِينَ). (آل عمران / ١٣١)
٥ ـ (وَلَقَد رَءَاهُ نَزْلَةً أُخرى * عِندَ سِدْرَةِ المُنتَهَى * عِندَهَا جَنَّةُ المَأْوَى). (النجم / ١٣ ـ ١٥)