٥ ـ (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ* اولَئِكَ المُقَرَّبُونَ* فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ). (الواقعة / ١٠ ـ ١٢)
٦ ـ (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ) (ذَوَاتَا افْنَانٍ) (وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ) (مُدْهَامَّتَانِ) (الرحمن / ٤٦ ـ ٤٨ ـ ٦٢ ـ ٦٤)
جمع الآيات وتفسيرها
جنّة أم جنان؟
تتحدث الآية الاولى عن العذاب الأليم لأصحاب النّار وتقارن حالهم بالمنزلة الرفيعة لأصحاب الجنّة : (قُلْ اذَلِكَ خَيرٌ امْ جَنَّةُ الخُلدِ الَّتِى وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً).
«جنّة الخلد» : وردت مرّة واحدة في القرآن الكريم وهي تشير إلى خلود الجنّة.
يقول الراغب في «المفردات» : «الخلود» بمعنى : بُعد الشيء عن الفساد وبقاؤه على حاله ، وقال صاحب «مقاييس اللغة» : إنّ الكلمة تعني أساساً الثبات والملازمة ، وفسّرها صاحب «مصباح اللغة» بمعنى الإقامة ، رغم أنّ هاتين الكلمتين ـ أي جنة الخلد ـ جاءت أحداهما مضافة إلى الاخرى فإنّهما تفيدان معنى الوصف ، ويبدو أنّه وصف للجنّة بشكل عام ، لأنّ كل نعمة فيها خالدة ، وكذلك أهلها فهم خالدون أيضاً ، وعلى هذا فهي لا تختص بجانب من الجنّة دون الجانب الآخر ، لأنّ هذا الوصف شامل لكل حدائق الجنّة.
واعتبر بعض أصحاب اللغة مثل ابن منظور في «لسان العرب» : «الخلد» واحداً من أسماء الجنّة ، ولا يستبعد أن تكون آراؤهم أيضاً بياناً لصفة الدوام والبقاء التي تحوّلت بالتدريج إلى اسم من أسماء الجنّة.
* * *
وفي الآية الثانية نلاحظ تعبيراً آخراً ، فبعد أن تؤكد الآية على عدم ضياع أجر المؤمنين الصالحين ، تبّشرهم أنَّ : (اولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجرِى مِن تَحتِهِمُ الْأَنهَارُ).