استخدام ابن آدم لعقله وأُذنيه وعينيه ولا يستغل هذه النعم الإلهيّة الكبرى في سبيل المعرفة ، فالله تبارك وتعالى قد حباه تلك النعم ومستلزمات المعرفة وأسبابها فهو ـ أي الإنسان ـ يمتلكها ولكنه لا يستفيد منها.
* * *
٦ ـ اتباع الشيطان
ومن العوامل المهمّة في دخول النّار (مركز الغضب الإلهي) هو الاستسلام للشياطين والانقياد لإرادتهم وتسليم زمام الامور لهم ، كما تصف ذلك الآية الكريمة : (قَالَ اخْرُج مِنْهَا مَذءُوماً مَّدحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنهُم لَأَمْلَئَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ اجْمَعِينَ). (الأعراف / ١٨)
ومع أنّ الآية تتحدث عن رأس الشياطين ابليس ، إلّاأننا نعلم أنّ خط الشياطين كلهم واحد ، فهم في كل مكان يسيرون على خُطى ابليس ، واتّباع خُطى شياطين الجن والانس يُعد اتباعاً لِابليس ، ومصير كل هؤلاء الأتباع دخول النّار.
فهم يخدعون من يتبعهم بالآمال الكاذبة وتزيين الشهوات والدعوة إلى المعاصي ، والصد عن الخير والتشجيع على الانحراف ، ويصدونهم عن سبيل الله ، فيوقعونهم في نار قهره وغضبه (١).
* * *
٧ ـ الطغيان والتكبر
إنّ (التكبّر) من أسباب دخول النّار ، سواءً كان التكبر على الله سبحانه وتعالى أم على الخلق ، أم عدم الاذعان والتسليم للحق ، والطغيان أيضاً مصدر رئيس للكثير من الجرائم والمظالم وسلب الحقوق ، لذلك فهو يؤدّي بالإنسان ـ كما هو الحال في التكبر ـ إلى دخول النّار.
__________________
(١). ورد مضمون هذا المعنى في الآية ٢١ من سورة لقمان ؛ وأيضاً الآية ٢٢ من سورة ابراهيم.