يقول القرآن الكريم : (الَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثوىً لِّلمُتَكَبِّرِينَ). (الزمر / ٦٠)
ويقول كذلك : (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكبَرُوا عَنهَا اولَئِكَ اصحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (١). (الأعراف / ٣٦)
وكذلك جاء هذا المعنى في آيات اخرى من القرآن الكريم في وصف الجبّار العنيد : (وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ* مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسقَى مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ). (إبراهيم / ١٥ ـ ١٦)
لكلمة «الجبار» معان متعّددة : منها : القهر والتسلط والغلبة والنفوذ ، إلّاأنَّ لهذا الأمر جانباً رحمانياً أحياناً ، مثل سلطة الله على عالم الوجود وعلى كل شيء فيه ، وله أحياناً جانب شيطاني ، كسلطة وغلبة الطغاة والمتجبّرين.
و «العنيد» : على حد قول صاحب كتاب لسان العرب : «الجائر عن القصد الباغي الذي يَرُدّ الحق مع العلم به» ، وكل هذا من نتائج الكبر والغرور والتعالي ، ولو أمْعنّا النظر قليلاً لوجدنا أنّ هذه الرذيلة الأخلاقية هي واحدة من أهم الحُجب المانعة للمعرفة ومن عوامل إضلال الإنسان ، وسلب حقوق الآخرين والاعتداء عليهم ، وأنواع الذنوب الاخرى(٢).
* * *
٨ ـ الظلم والجور
ورد في الكثير من آيات كتاب الله تهديد للظلمة بنار جهنّم ، والتعابير التي وردت بشأنهم قلّما وردت بشأن فئة اخرى ، وهذا يعكس مدى الأهميّة التي أولاها الإسلام لمواجهة الظلم والحث على التخلي عنه. وقد وردت أشدّ التهديدات في قوله تعالى : (انَّا اعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً احَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وانْ يَستَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْلِ يَشْوِى الوُجُوهَ
__________________
(١) ورد شبيه هذا المعنى في الآيات ٦٠ ، ٧٢ ، ٧٦ من سورة غافر ؛ والآيتين ٤٠ ، ٤١ من سورة الأعراف ؛ والآيتين ٢١ ، ٢٢ من سورة النازعات ؛ والآيتين ٥٥ ، ٥٦ من سورة ص.
(٢). ورد مايشابه هذا التعبير في الآية ٢٤ من سورة ق ؛ والآية ١٦ من سورة المدّثر.