١٥ ـ ترك الصلاة
تحظى الصلاة بقدر عظيم من الأهميّة ، وقد وردت بشأنها الكثير من الآيات والروايات التي تشيد بمكانتها وخاصة في الكتب الإسلامية الشهيرة ، وعَدّ القرآن الكريم ترك هذه الفريضة من موجبات الهلاك ودخول النّار ، حيث يقول في وصف جماعة من أصحاب الجنّة يحادثون جماعة من أصحاب النّار فيقولون لهم : (مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ)؟ فيأتيهم الجواب : (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ* وَلَم نَكُ نُطعِمُ المِسْكِينَ* وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ* وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَومِ الدِّينِ). (المدثر / ٤٢ ـ ٤٦)
ورغم وجود ثلاثة ذنوب اخرى في الآية أعلاه إضافة إلى ذنب ترك الصلاة ، لكن التركيز عليها وجعلها في البداية يعكس مدى خطورة ترك هذه الفريضة الإلهيّة ، إضافة إلى أنّ أيّاً من هذه الامور الأربعة كاف لوحده لإلقاء الإنسان في النّار (ويبدو أنّ المقصود من عدم إطعام المسكين هو منع الحقوق الواجبة).
وللصلاة من وجهة نظر الإسلام مكانة رفيعة ، ونقلت بعض الروايات المعروفة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله منها : «إذا كان يوم القيامة يدعى بالعبد فأول شيء يسأل عنه الصلاة فاذا جاء بها تامة وإلّا زُخَّ في النّار» (١).
ولعل السبب الكامن وراء ذلك هو أنّ الصلاة هي الشريان النابض بالإيمان ، منها ينبع الإيمان وبها يتواصل ويستمر ، وبتركها تتزعزع أركان الدين والإيمان ، ولا يخفى أنَّ أحد شروط قبول الأعمال ، وجود الإيمان ، فلا يقبل عمل إلّابوجوده.
* * *
١٦ ـ عدم ايتاء الزكاة
الزكاة من أركان الإسلام الأساسية وتركها من أكبر الذنوب ونلاحظ أنّ القرآن قد جعل منعها في مصاف الشرك وتكذيب المعاد ، وهذا يعني أنّها من دواعي دخول النّار ، حيث
__________________
(١). وسائل الشيعة ، ج ٣ ، كتاب الصلاة ، الأبواب ٦ و ٧ و ٨ وخاصّة ص ٢٢ ، ح ١٠ ؛ ص ١٩ ، ح ٦.