١٩ ـ كفران النعم الإلهيّة
وهذا أيضاً من الذنوب الكبيرة التي يُجازى عليها بعذاب النّار ، حيث قال تعالى : (الَم تَرَ الَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعمَتَ اللهِ كُفْراً وَاحَلُّوا قَومَهُم دَارَ الْبَوَارِ* جَهَنَّمَ يَصْلَونَهَا وَبِئْسَ القَرَارُ). (إبراهيم / ٢٨ ـ ٢٩)
أمّا ماهو المقصود هنا بالنعم الإلهيّة؟ قال جماعة من المفسرين ـ وانطلاقاً من بعض الروايات الواردة في المصادر الإسلامية ـ إنّ النعمة هي وجود النبي الكريم صلىاللهعليهوآله ، ونقرأ في رواية عن الإمام الصادق عليهالسلام : «نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز) (١).
كلمة «نحن» تشير إلى كل بيت النبي صلىاللهعليهوآله ، وإن كانت إشارة إلى المعصومين عليهمالسلام فهي تشمل النبي من طريق أولى ، وتتضح مدى أهميّة هذه النعمة فيما لو التفتنا إلى حديث الثقلين وماله من مكانة ، وعلى أيّة حال فإنّ وجود النبي صلىاللهعليهوآله والأئمّة المعصومين عليهمالسلام وإن كان يُعدّ من أكبر النعم الإلهيّة ، فلا يمكن حصر مفهوم هذه الآية في هذا النطاق ، والظاهر أنّها تضم جميع النعم الإلهيّة الكُبرى.
وقد أشار بعض المفسّرين إلى الكافرين بالنعمة الإلهيّة الكُبرى وقالوا : إنّهم بنو اميّة ، أو بنو اميّة وبنو المغيرة ، أو عموم الكفّار في عصر النبي صلىاللهعليهوآله ولكن هذا من قبيل ذكر المصداق أيضاً لا من باب الحصر.
وفي جميع الأحوال ينبغي شكر النعم الإلهيّة الكبرى والاستفادة منها ما أمكن وعلى أفضل وجه ، وإذا استبدل الشكر بالكفران استوجب عذاب جهنّم (٢).
٢٠ ـ المطففين
وقد أكّد القرآن على عذاب هؤلاء تأكيداً خاصاً ، وأولى هذه القضيّة أهمّية استثنائية،
__________________
(١). تفسير علي بن إبراهيم ، ج ١ ، ص ٣٧١.
(٢). جاء في تفسير الميزان ، هذه الآية فيها تقدير وهو كمايلي : بدّلوا شكر نعمة الله كفراً.