العفو الإلهي ، وفريقاً آخر تشملهم الشفاعة ، وفريقاً آخر تغفر لهم صغائر الذنوب ، وكذلك يغفر للتوابين (١).
وقد استدلت فئة من (الوعيدية) الذين يعتقدون بخلود مرتكب الكبيرة في النّار بهذه الآية وأمثالها ، إلّاأنّ جواب ذلك واضح من خلال ماذكرناه ، وسنتطرق إلى مزيد من التوضيح في المكان المناسب بإذن الله.
الخلاصة :
المجاميع الأربع والعشرين التي اشير إليها تعتبر أهم الفئات التي ترد النّار وفقاً لما صرّح به القرآن الكريم ، فبعضهم يخلد فيها والبعض الآخر يبقى إلى أمد معيّن ، ويُستخلص من مجموع هذه الآيات رؤية الإسلام للمسائل الاجتماعية والحقوقية وأنواع الانحرافات الأخلاقية ، والجوانب التي أعارها اهتماماً أكبر.
وتستبطن نظائر هذه الآيات نداءات تربوية فاعلة وتنبّه الناس وتحذّرهم من عواقب ومخاطر هذه الكبائر وهذا هو الغرض النهائي منها.
* * *
__________________
(١). أورد العلّامة المجلسي في بحارالأنوار بحثاً مفصلاً في هذا الصدد وهو أنّ أهل الإيمان لا يخلدون في النّار ، فمن أراد الاطلاع عليه فسيجده بحارالأنوار ، ج ٨ ، ص ٣٥١ ومابعدها (باب ٢٧ وهو باب من يخلد في النّار ومن يخرج منها).