٣ ـ أبواب جهنّم وطبقاتها
تمهيد :
من خلال ملاحظة عدد من آيات القرآن الكريم نستنتج أنّ لجهنّم أبواباً متعددة ، وصرّحت احدى هذه الآيات بأنّها سبعة ، فهل تشير هذه الأبواب إلى الأعمال التي تُسقِط الإنسان في النّار وهي في الحقيقة طرق دخول الناس إلى جهنّم؟ كما هو الحال لأبواب الجنّة التي سبق الحديث عنها؟ أم أنّها إشارة إلى طبقات جهنّم ودرجاتها التي ذكرتها الكثير من الروايات؟ أم أنّ كلا المعنيين قد اجتمعا في مفهوم هذه الآيات؟
من الأفضل أن نبحث أولاً في تفسير الآيات المتعلقة بهذا الحقل ، لكي نحصل على جواب السؤال المذكور أعلاه.
ومع هذا التمهيد الوجيز نعود إلى القرآن ونقرأ الآيات الآتية :
١ ـ (وَانَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ اجْمَعِينَ* لَهَا سَبْعَةُ ابوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُم جُزْءٌ مَّقْسُومٌ). (الحجر / ٤٣ ـ ٤٤)
٢ ـ (فَادْخُلُوا ابْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ). (١) (النحل / ٢٩)
٣ ـ (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى اذَا جَاءُوهَا فُتِحَت ابوَابُهَا). (الزمر / ٧١)
٤ ـ (انَّ المُنافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الْاسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً). (النساء / ١٤٥)
جمع الآيات وتفسيرها
ماهو المقصود من أبواب جهنّم؟
تتحدث الآية الاولى عن أتباع الشيطان ، الذين وصفتهم الآيات السابقة لها ، فقالت:
__________________
(١). ورد نظير هذا المعنى في الآية ٧٢ من سورة الزمر ؛ والآية ٧٦ من سورة غافر.