الَّتِى تُئْوِيهِ* وَمَنْ فِى الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ). (المعارج / ١١ ـ ١٤)
٢ ـ (فَيَومَئِذٍ لَّايُعَذِّبُ عَذَابَهُ احَدٌ* وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ). (الفجر / ٢٥ ـ ٢٦)
٣ ـ (فَيُعَذِّبُهُ اللهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ). (الغاشية / ٢٤)
٤ ـ (انْطَلِقُوا الَى ظِلٍّ ذِى ثَلَاثِ شُعَبٍ* لَّاظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِى مِنَ اللهَبِ* انَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ* كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ). (المرسلات / ٣٠ ـ ٣٣)
٥ ـ (وَيَتَجَنَّبُهَا الْاشْقَى * الَّذِى يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى * ثُمَّ لَايَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحيَى). (الاعلى / ١١ ـ ١٣)
جمع الآيات وتفسيرها
تبلغ شدّة العذاب في يوم القيامة إلى الحد الذي يتمنّى فيه المجرم كما وصفهُ القرآن في الآيات من بحثنا قائلاً : (يَوَدُّ الْمُجْرمُ لَوْ يَفتَدِى مِن عَذَابِ يَومِئِذٍ بِبَنِيهِ* وَصَاحِبَتِهِ وَاخِيهِ* وَفَصِيلَتِهِ الَّتِى تُئْوِيهِ* وَمَنْ فِى الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ) (١).
فيتبيّن من هذا التعبير وبكل وضوح أنّ العذاب الإلهي في ذلك اليوم شديد جدّاً ورهيب حتّى أنّ المجرم يغدو مستعداً للتضحية ، بجميع ثروته وكل أعزّائه بل وبجميع سكان الأرض ليخلِّص نفسه (ولا تعبير أفصح ولا أبلغ من هذا) ، ولكن ما الفائدة لأنّ أيّاً من هذه التضحيات لا تُقبل منه ، فيقع ضحيّة أعماله وعواقبها المؤلمة.
* * *
وبعد أن تشير الآية الثانية إلى صحوة المجرمين يوم القيامة وندمهم وشدّة أسفهم على تفريطهم في أداء الفرائض الرّبانية ، تقول : (فَيَوْمَئِذٍ لَّايُعَذِّبُ عَذابَهُ احَدٌ* وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) (٢).
__________________
(١). كلمة «الفصيلة» مأخوذة عن المصدر «الفصل» ويعني الافتراق والانقسام وتعني هنا العشيرة والقبيلة التي جاء منها الإنسان.
(٢). يعود الضمير في «عذابه» و «وثاقه» إلى الله تعالى ، واحتمل بعض المفسرّين كالآلوسي في روح المعاني والبرسوئي في روح البيان رجوع الضمير على الإنسان لكن هذا الاحتمال يبدو بعيداً جدّاً.