أشد (أي أدنى الطبقات فيها) (١) ، ولكن يبدو أنّ التفسير الأول يناسب الحال أكثر من التفسير الثاني.
كان هذا جانباً من الأبعاد الواسعة لنار جهنّم وشدّة عذابها الأليم.
٢ و ٣ ـ الطعام والشراب القاتل لأصحاب النّار
تمهيد :
ذكرنا مراراً بأنّ المعاد يتحقق ببعديه الجسمي والروحي ، وعلى هذا الأساس فالجزاء له بُعدان أيضاً ، ومن جملة القضايا التي تكون مدعاة للذة الجسم أو سبباً لعذابه هي الأطعمة والأشربة ، فالطعام الكريه والفاسد النتن والمحرق يعتبر عذاباً أليما بينما الطعام أو الشراب اللذيذ والطيّب يكون سبباً لارتياح الجسم ولذّته حتّى أنّه يؤثر على روحية الإنسان أيضاً ويبعث فيها البهجة والانشراح على العكس من الأشربة الفاسدة التي تسبب الألم للجسد وللنفس.
ومن أجل التركيز على الجوانب التربوية لوجود جهنّم ، حذّر القرآن المجرمين والمسيئين بشدّة من نتائج أعمالهم القبيحة وأماط اللثام عن النوعية الرديئة للأطعمة والأشربة في جهنّم وعرض لهم جانباً منها ، والتعابير المستخدمة في هذا الصدد تثير الفزع والرهبة لدى كل انسان ، وبعد هذا التمهيد المختصر نعود إلى القرآن الكريم لنمعن في آياته الآتية :
١ ـ (انَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ* طَعَامُ الاثِيمِ* كَالمُهْلِ يَغلِى فِى الْبُطُونِ* كَغَلىِ الْحَمِيمِ). (الدخان / ٤٣ ـ ٤٦)
٢ ـ (أَذلِكَ خَيرٌ نُّزُلاً امْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) (انَّهَا شَجَرةٌ تَخْرُجُ فِى اصلِ الجَحِيمِ* طَلْعُهَا كَأنَّهُ رُؤُسُ الشَّيَاطِينِ* فَانَّهُم لَآَكِلُونَ مِنهَا فَمَالِئُونَ مِنهَا البُطُونَ). (الصافات / ٦٢ ـ ٦٤ ـ ٦٦)
٣ ـ (فَلَيْسَ لَهُ اليَوْمَ ههُنَا حَمِيمٌ* وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِن غِسلِينٍ* لَّايَأكُلُهُ إِلَّا الخَاطِئُونَ). (الحاقّة / ٣٥ ـ ٣٧)
__________________
(١). تفسير الميزان ، ج ٢٠ ، ذيل الآية مورد البحث.