وسبباً للعذاب والألم. وقد وُصف طعامهم بـ «الزقوم» حيناً وبـ «الضريع» حيناً وبـ «الغسلين» حيناً آخر ، ووصف شرابهم بكلمات من قبيل : «المهل» و «الصديد» أحياناً أو «الغساق» أحياناً أُخرى ، وهي على العموم أوصاف للأطعمة والأشربة الحارّة المحرقة الكريهة الطعم والرائحة ، وكلّما تمعنّا في أعمال هؤلاء المجرمين في الدنيا وما ارتكبوه بحق المظلومين ، فلن نعجب من شدّة تلك العقوبات.
ندعو الله تعالى أن يجنّبنا بلطفه وكرمه كل ذنب تتبعه مثل هذه العقوبات.
* * *
٤ ـ ثياب أهل النّار
تمهيد :
كل شيء في النّار عليه صبغة العذاب والعقاب ، حتّى الثياب التي تلبس عادة للوقاية من الحر والبرد ووسيلة لمواجهة بعض الأضرار التي قد تصيب البدن ، وتُتّخذ كذلك كأداة للزينة والتجمّل ، نعم ، حتّى هذه الثياب تتحول هناك إلى واحدة من أسباب الألم والعذاب.
نعود إلى القرآن بعد هذا التمهيد السريع ونقرأ خاشعين الآيات الآتية :
١ ـ (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّنْ نَّارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِم الحَمِيمُ* يُصْهَرُ بِهِ مَا فِى بُطُونِهِم وَالجُلُودُ* وَلَهُم مَّقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ* كُلَّمَا ارَادُوا ان يَخْرُجُوا مِنهَا مِنْ غَمٍّ اعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الحَريِقِ). (الحج / ١٩ ـ ٢٢)
٢ ـ (وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَومَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِى الْأَصْفَادِ* سَرَابِيلُهُمْ مِّن قَطِرَانٍ وَتَغشَى وجُوهَهُمُ النَّارُ). (إبراهيم / ٤٩ ـ ٥٠)
جمع الآيات وتفسيرها
أشارت الآية الاولى إلى طائفة من الكفّار الذين يجادلون باستمرار حول الخالق جلّ شأنه ، فتقول : (فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّنْ نَّارٍ).