٦ ـ خلود العقاب
تمهيد :
هنالك تناسب بين «الجريمة» و «العقاب» دائماً فكلما كانت الجريمة أعظم كانت العقوبة أشدّ ، هذا في مجال العقوبات الجزائية.
أمّا بالنسبة للآثار الوضعية والطبيعية لأعمال الإنسان فالقضية تأخذ منحىً آخر فقد يتعرض الإنسان ـ نتيجة لتساهله وتجاهله ولو لحظة واحدة ـ لحادثة لا يتيسّر له جبرانها أو علاجها ، وربّما تكون حصيلة الجهل والتساهل فادحة جدّاً كأن تؤدّي مثلاً إلى اصابة عضو من أعضاء الجسم بالنقص أو الشلل إلى الأبد وهذا ما يحتم دفع كفّارة ذلك وتحمل تبعاته إلى نهاية العمر ، مع أنّ الخطأ ارتكب لحظة واحدة.
يُفهم من آيات القرآن الكريم وبكل وضوح أنّ فريقاً من الناس يبقى في العذاب الأبدي أو بتعبير آخر يخلد في جهنّم ، وقد اثارت مسألة «الخلود» هذه تساؤلات شَتّى ، وطرحت في تفسيرها آراء مختلفة ، سنأتي عليها لاحقاً بإذن الله.
نقرأ أولاً الآيات الشريفة التالية التي تتضمن كل واحدة منها تعبيراً جديداً عن خلود العذاب :
١ ـ (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا اولَئِكَ اصحَابُ النَّارِ هُم فِيهَا خَالِدُونَ). (البقرة / ٣٩)
٢ ـ (يُرِيدُونَ ان يَخرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَاهُمْ بِخَارِجِينَ مِنهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ). (المائدة / ٣٧)
٣ ـ (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِى النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ* خَالِديِنَ فِيهَا مَادَامَتِ