النتيجة :
نستخلص من مجموع التعابير الخمسة التي مَرّت أنّ عذاب جهنّم أبدي كما أنّ نعم الجنّة أبديّة ، أمّا الذين يعتقدون بانقطاع العذاب فهم يذهبون خلافاً لما تنص هذه الآيات (وأمثالها) ، ويفسّرون القرآن على طريقة (التفسير بالرأي).
صحيح أنّ الاعتقاد بخلود العذاب ـ وإن كان لفئة خاصة من أهل النّار ـ له مشكلاته وتعقيداته ، ولكن بالنظر لصراحة الآيات القرآنية في هذا الصدد ، فينبغي حل تلك التعقيدات عن طريق المنطق والاستدلال ، لا عن طريق تجاهل وانكار أصل الموضوع.
* * *
توضيحات
من هم المخلّدون في النّار؟
ذكرت الآيات القرآنية أشخاصاً وأقواماً بالخصوص يخلدون في النّار ومن جملتهم :
١ ـ الكفّار
بمن فيهم المنكرون للمبدأ والمعاد والمشركون والمكذّبون بآيات الله وأعداء الله ورسوله صلىاللهعليهوآله والمرتدّون ، وهم الذين ذكرتهم الآيات القرآنية وقالت : إنّهم سيخلدون في النّار ، من جملة ذلك ما ورد في قوله تعالى : (انَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِىَ عَنْهُم أَمْوَالُهُم وَلَا اوْلَادُهُم مِّنَ اللهِ شَيْئاً وَاولَئِكَ اصحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (١). (آل عمران / ١١٦)
__________________
(١). هنالك آيات كثيرة اخرى تتحدث عن هذا الموضوع أيضاً من أمثال : الأعراف ، ٣٦ وهي بشأن المكذّبين بآيات الله ؛ وسورة البّينة ، ٦ التي تعتبر المشركين وأهل الكتاب مخلّدين في النّار ، وسورة التوبة ، ١٧ وفيها ذكر لخلود المشركين ؛ والبقرة ، ٢١٧ ؛ وآل عمران ، ٨٨ ، التي تتحدث بخصوص المرتّدين ، وسورة فصّلت ، ٢٨ والتي تشير إلى خلود أعداء الله في النّار.