وتنص سورة الحشر ، بعد الإشارة إلى خلود الشيطان وأتباعه في النّار : (وَذَلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ). (الحشر / ١٧)
ولكن لو علمنا أنّ هذا الحديث يدور حول الشيطان وأتباعه الكافرين وما ورد في الآية السابقة وهو : (كَمَثَلِ الشَّيطَانِ اذْ قَالَ لِلإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ انِّى بَرِىءٌ مِّنكَ). (الحشر / ١٦)
لأدركنا أنّ المقصود من الظلم في هذه الآية مصداقه الأتم ، يعني : الكفر.
٧ ـ الذين خفّت موازينهم
يُستفاد من بعض الآيات القرآنية أنّ ثقل ميزان العمل في يوم القيامة يدل على الفوز والنجاة ، أمّا خفّة ميزان العمل فهي دالة على عدم قيمته ، وهذا ما يؤدّي إلى الخلود في النّار ، جاء في الآيتين من قوله تعالى : (فَمَن ثَقُلَت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ* وَمَنْ خَفَّت مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا انفُسَهُمْ فِى جَهَنَّمَ خَالِدُونَ). (المؤمنون / ١٠٢ ـ ١٠٣)
وعبارة : «خسروا أنفسهم» إشارة لطيفة إلى أنّ أكبر رأس مالٍ يمتلكه الإنسان هو وجوده وعمره وحياته ، وأنّ هؤلاء قد خسروا رأس مالهم في سوق تجارة الدنيا من غير أن يحصلوا مقابله على شيء ذي أهميّة.
وقد يكون هذا التعبير إشارة إلى الكفرة ، لأنّ المؤمن مهما ارتكب من ذنوب فلابدّ أن يحتوي ميزان عمله على شيء ما ولا يبقى خفيفاً تماماً وذلك لأنّ الإيمان والمعتقد الحق له بذاته وزن لا يُستهان به ، وعلى هذا فإنّ خفّة ميزان أعمال هذة الفئة وخلوّه من أيّة حسنة دليل على كفرها ، كما يتّضح هذا المعنى من قوله تعالى : (اولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيْمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْناً). (الكهف / ١٠٥)
٨ ـ المجرمون بشكل عام
يُفهم من بعض الآيات أنّ المجرم بشكل مطلق مخلد في جهنّم ، تقول الآية : (وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا ابَداً). (الجن / ٢٣)