توضيحات
اعتراضات على خلود العذاب :
طرحت أسئلة مختلفة بشأن العقاب الأبدي لفئة خاصة من المجرمين يبدو أنّ البحث فيها ضروري هنا.
١ ـ فناء المادة
هناك من يقول : إنّ المادة ليست خالدة حتّى تتعرض للثواب الأبدي أو العقاب الأبدي. وبعبارة اخرى إنّ فناء المادّة لا يتناسب وخلود الثواب والعقاب.
وليس هناك صعوبة كبيرة للرد على هذا الاعتراض ، فلا يوجد شيء في العالم ـ سوى ذاته المقدّسة ـ أبدي بالذات. بل إنّ كل ذرّات العالم (سوى ذاته) فانية والبقاء لا يصُح إلّا لها ، لكن ذلك لا يمنع أن تكون الموجودات الإمكانية أبديّة بالغير. أي إنّ الله تعالى يمدّها دوماً بأسباب البقاء وكلما استهلكت تجددت ، أو كما يُعبّر عنه في الفلسفة أنّ «الإمكان بالذّات» لا يتنافى مع «الوجوب بالغير». (تأمل جيداً).
أي كما أنّ الله سبحانه وتعالى يمد الجنّة والنّار دوماً بأسباب الوجود ويجعلهما باقيتان قائمتان دائماً ، فكذلك تكون أجسام أهل الجنّة وأهل النّار مشمُولة بهذا القانون إذ تبقى قائمة دوماً بالامداد الإلهي حتّى تلقى جزاءها الأبدي من عقاب أو ثواب ، وخلاصة القول : إنّ الفناء يحصل في حالة عدم وجود امداد خارجي وانعدام التجدد.
* * *
٢ ـ هل يمكن للعرضي أن يصير دائماً؟
يلاحظ في بعض كلمات الفلاسفة أنّ : «الاصول الحكمية دالة على أنّ القسر لا يدوم على الطبيعة ، وأنّ لكل موجود من الموجودات الطبيعية غاية ينتهي إليها وقتاً وهي خيره